هل تتجه “بريكس” للرد على الرسوم الأمريكية؟

في الاجتماع الذي عقد اليوم لوزراء خارجية مجموعة بريكس، التي تضم الدول النامية الرئيسية، ركزت المناقشات على صياغة استراتيجية مشتركة للدفاع عن استقرار النظام التجاري العالمي. هذا الاجتماع يأتي كرد فعل مباشر على الإجراءات الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والتي أثارت مخاوف واسعة بين الدول الأعضاء. تمثل هذه الخطوات تحديًا كبيرًا للتوازن الاقتصادي العالمي، حيث تسعى مجموعة بريكس إلى تعزيز التعاون بين أعضائها لمواجهة مثل هذه السياسات الأحادية. الدول المشاركة، بما في ذلك البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى ست دول أخرى انضمت حديثًا، ترى في هذا الاجتماع فرصة لتعزيز وحدتها وصياغة رداً موحدًا يحمي مصالحها الاقتصادية.

اجتماع مجموعة بريكس

من المتوقع أن ينتهي الاجتماع في ريو دي جانيرو بإصدار بيان مشترك يعبر عن رفض الإجراءات الأحادية في مجال التجارة، مع التأكيد على أهمية المفاوضات المتعددة الأطراف كأساس للعلاقات التجارية العالمية. قال السفير البرازيلي ماوريسيو ليريو إن الوزراء يعملون على إعلان يؤكد دور المفاوضات الدولية كمحور رئيسي للتجارة، مع التركيز على عدم تضمين قضايا مثل تكاليف التحول الطاقي أو تمويل مكافحة تغير المناخ في جدول أعمالهم. وأوضح أن هذا التمييز ضروري، حيث يقع عبء الالتزامات المالية لدعم الدول النامية في مواجهة تغير المناخ على عاتق الدول الغنية. في السياق نفسه، تضغط الصين، التي تعاني من رسوم جمركية تصل إلى 145% على صادراتها إلى الولايات المتحدة، لجعل البيان أكثر حدة، إلا أن مصادر مطلعة تشير إلى أن النص النهائي سيكون انتقاديًا دون أن يصل إلى مستوى التصادم المباشر.

التجارة الدولية

تعرض مجموعة بريكس ككل لانتقادات شديدة من الرئيس ترمب، الذي هدد بفرض رسوم إضافية تصل إلى 100% إذا ما تقدم التكتل نحو اعتماد عملة موحدة بديلة للدولار في معاملاته التجارية. هذا التهديد يعكس التوترات المتزايدة في العلاقات الاقتصادية العالمية، حيث تسعى بريكس إلى تعزيز استقلاليتها وتقليل الاعتماد على العملات الغربية. في هذا السياق، يمثل الاجتماع خطوة حاسمة نحو بناء تحالف أقوى بين الدول النامية، مما يساعد في حماية أسواقها من التقلبات الناتجة عن السياسات الاقتصادية غير المتوازنة. كما أن هذا التعاون يهدف إلى تعزيز التنسيق في مجالات أخرى مثل الطاقة والتغير المناخي، مع الحرص على أن تتحمل الدول المتقدمة مسؤولياتها التاريخية في هذه المجالات. باختصار، يسعى اجتماع بريكس إلى رسم خريطة طريق لمستقبل أكثر عدلاً في التجارة العالمية، حيث يتم التعامل مع التحديات الاقتصادية من خلال الحوار الجماعي والتعاون الدولي. هذا النهج يعكس التزام الدول الأعضاء بتعزيز الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية، مع الاستفادة من تجاربهم المشتركة في مواجهة التحديات العالمية. في الختام، يبقى هذا الاجتماع دليلاً على أن الدول النامية قادرة على تشكيل مستقبلها الاقتصادي بشكل مستقل، مما يعزز من دورها في النظام الدولي.