مساعد وزير الخارجية السابق: زيارة البرهان لمصر تأتي في توقيت حاسم للغاية

قال السفير حسام عيسى، الذي شغل منصباً مساعداً لوازر الخارجية لشؤون السودان سابقاً، إن زيارة الفريق عبد الفتاح البرهان إلى مصر تأتي في وقت حاسم يعكس التطورات السريعة في السودان. هذه الزيارة تأتي على خلفية الانتصارات التي حققها الجيش السوداني مؤخراً، حيث استعاد السيطرة على مناطق استراتيجية مثل ولايات الوسط النيلي، بما في ذلك ولاية الخرطوم وولاية الجزيرة. هذه التقدمات تشير إلى تحول واضح في مسار الصراع، حيث أصبحت المؤسسات الرسمية والقوات المسلحة في وضع أقوى، مما يعزز من دورها في استعادة الاستقرار.

زيارة البرهان لمصر تأتي في توقيت حاسم

في هذا السياق، يبرز دور الجيش السوداني في الصمود أمام التحديات، خاصة في مناطق مثل مدينة الفاشر، التي تعد محوراً رئيسياً في إقليم دارفور. الجيش نجح في الحفاظ على السيطرة عليها رغم محاولات الميليشيات الفاشلة للاستيلاء عليها. هذه الانتصارات لم تقتصر على الميدان العسكري، بل ساهمت في تشجيع عودة بعض النازحين السودانيين من دول الجوار ومناطق أخرى حول العالم إلى مناطق ذات كثافة سكانية عالية مثل الخرطوم والجزيرة. ومع ذلك، فإن هذه العودة تبرز حاجة ماسة إلى دعم إنساني فوري، بما في ذلك توفير الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية، بالإضافة إلى بدء عملية إعادة إعمار للبنية التحتية التي تعرضت للتدمير.

أهمية زيارة قائد الجيش السوداني إلى مصر

مع استمرار هذه التطورات، يُعتبر توقيت زيارة البرهان إلى مصر فرصة لتعزيز التعاون الإقليمي، حيث يمكن أن تساهم مصر في دعم جهود الاستقرار في السودان. الجيش السوداني، بالتعاون مع القوات المتحالفة، حقق تقدماً يتجاوز المناطق الوسطى، مما يعني أن الحرب بدأت تتجه نحو حل يفيد الدولة. ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر هو مواجهة استراتيجيات الميليشيات التي تستهدف تدمير البنية الأساسية، مثل محطات الكهرباء، عند انسحابها من المناطق. هذا يتطلب جهوداً مشتركة لإعادة بناء المنشآت المهمة وتعزيز القدرات الاقتصادية، مما يدعم عودة الحياة الطبيعية للسكان.

في الختام، تُعد هذه الزيارة خطوة حاسمة لتعزيز الشراكات الدولية، خاصة مع مصر، لمواجهة التحديات الإنسانية والأمنية في السودان. مع استمرار الانتصارات العسكرية، يبرز دور التعاون الإقليمي في توفير الدعم اللازم لإعادة الإعمار وتحقيق السلام المستدام. هذا التحول يعكس التزام القوات المسلحة بالحفاظ على وحدة البلاد، ويفتح الباب أمام فرص جديدة للتنمية، مما يساعد في استعادة الثقة بين السودانيين وجيرانهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجهود المبذولة لتأمين الاحتياجات الإنسانية ستكون حجر الزاوية في منع تفاقم الأزمة، مع التركيز على إعادة تأهيل المناطق المتضررة وتعزيز الاستقرار الاقتصادي. هذه الخطوات الاستراتيجية لن تقتصر على الجانب العسكري، بل ستشمل دعماً شاملاً للشعب السوداني، مما يعزز من فرص السلام والتعافي في الفترة القادمة.