عكس الاعتقاد الشائع.. دراسة تكشف: فيتامين د غير فعال في منع نزلات البرد

عكس الاعتقاد الشائع، أظهرت دراسة علمية حديثة أن فيتامين د ليس له تأثير كبير في الوقاية من نزلات البرد أو الأنفلونزا، على الرغم من الفوائد العامة التي يقدمها للصحة والمناعة. يُعتبر فيتامين د أحد العناصر الغذائية المهمة لدعم وظائف الجسم، لكنه لا يُعد حلاً سحرياً للعدوى التنفسية كما كان يُعتقد سابقاً. الدراسة، التي ركزت على تأثيره في حالات مثل السعال وسيلان الأنف والعطس، أكدت أن دوره محدود في تقليل هذه الأعراض، مما يدفعنا لإعادة النظر في الاعتماد عليه كوسيلة وقائية رئيسية.

فيتامين د ووقاية التهابات الجهاز التنفسي

في الدراسة التي أجرتها مجموعة من العلماء، تم مقارنة الأشخاص الذين يتناولون مكملات فيتامين د بانفسهم الذين لا يفعلون، لمعرفة ما إذا كان هذا الفيتامين يقلل من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد والإنفلونزا. النتائج كشفت أن تناول فيتامين د لم يُظهر تأثيراً ملحوظاً في خفض احتمالية الإصابة، حيث بقيت مستوياته في الدم غير مؤثرة بشكل كبير على هذه العدوى. هذا يتناقض مع الافتراضات السابقة التي ربطت بين نقص فيتامين د وزيادة خطر الالتهابات، لكنه يؤكد أن فوائده المتواضعة لا تكفي للوقاية من الأمراض التنفسية الحادة مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الشعب الهوائية. علق خبراء طبيون بأن هذه النتائج تتفق مع تجارب سريرية أخرى، مشيرين إلى أن الاعتماد الوحيد على هذا الفيتامين قد يكون غير كافٍ.

دور فيتامين د في دعم الصحة العامة

بالرغم من عدم فعاليته في مكافحة نزلات البرد، فإن فيتامين د يظل ضرورياً للصحة الشاملة. يساعد في دعم وظائف المناعة، تعزيز صحة العظام، والجهاز العصبي العضلي، بالإضافة إلى تقليل الالتهابات في الجسم بشكل عام. هذا الفيتامين، الذي يُمتص بشكل أفضل من خلال التعرض لأشعة الشمس، يُعتبر من أبرز المكملات الغذائية القابلة للذوبان في الدهون، ويمكن الحصول عليه من مصادر طبيعية مثل الحبوب، عصير البرتقال، الأسماك الدهنية، والحليب. ومع ذلك، يُنصح بتجنب الإفراط في تناوله كمكمل غذائي، حيث أن الحصول على كميات كافية من خلال نمط حياة متوازن أفضل بكثير.

للحفاظ على صحة الجهاز التنفسي، يُوصى باتباع نظام غذائي متوازن يشمل تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، إلى جانب تجنب العوامل الضارة مثل التدخين. كما أن الالتزام بالتطعيمات الوقائية ضد الفيروسات والبكتيريا المسببة للالتهابات التنفسية يُعد خطوة أساسية. من المهم أيضاً التركيز على عادات صحية مثل التمارين الرياضية المنتظمة والنوم الكافي، لتعزيز قدرة الجهاز المناعي بشكل عام. في نهاية المطاف، يجب الاعتماد على استراتيجيات متعددة للوقاية، بدلاً من التركيز على مكمل واحد، لضمان حماية فعالة من الأمراض التنفسية. بهذه الطريقة، يمكن تحقيق توازن أفضل بين الفوائد الصحية والوقاية الفعالة.