تنفيذ وصية أحمد الدولي: دفن بجوار والدته في السيّدة عائشة

قررت أسرة المشجع الراحل محمد أحمد عبد الغني، المعروف بـ”أمح الدولي”، الذي كان يدعم نادي الأهلي بإخلاص، أن يدفن في مدافن السيدة عائشة بجوار والدته، وفقًا لما حدده في وصيته الأخيرة قبل رحيله. هذا القرار يعكس الرابط العاطفي القوي الذي كان يجمعه بأسرته، حيث توفي بعد معاناة طويلة مع المرض، مما أثار موجة من الحزن بين محبيه وأنصار النادي. كان أمح الدولي شخصية بارزة بين ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث كرس حياته لدعم فريقه المفضل، وأصبح رمزًا للإصرار والولاء رغم التحديات الصحية التي واجهها.

وصية أمح الدولي الأخيرة

في اللحظات الأخيرة من حياة أمح الدولي، عبّر عن رغبته في الدفن بجوار والدته في مدافن السيدة عائشة، وهو ما أكدته أسرته في إعلانها الرسمي. توفي محمد أحمد عبد الغني بعد صراع مع مشكلات صحية خطيرة، حيث خضع لعدة عمليات جراحية خلال الفترة الأخيرة، مما أثر على صحته بشكل كبير. الحساب الرسمي لأمح الدولي على وسائل التواصل الاجتماعي نشر بيانًا يؤكد رحيله، قائلًا: “إنا لله وإنا إليه راجعون، توفي إلى رحمة الله محمد أحمد عبد الغني الشهير بأمح الدولي، أرجو الدعاء له، وصلاة الجنازة في مسجد السيدة عائشة”. هذا الإعلان لم يكن مجرد خبر، بل تجسيد للإرث الذي تركه خلفه، حيث كان يُعرف بكونه مشجعًا مخلصًا يلهم الآخرين بالإيجابية رغم معاناته.

رحيل المشجع الأهلاوي

رحيل أمح الدولي يمثل خسارة كبيرة لعائلة النادي الأهلي وجمهوره، حيث كان يُعتبر أحد أبرز رموز التشجيع بين ذوي الاحتياجات الخاصة. وفقًا للأطباء الذين عاينوه، كان يعاني من شلل نصفي نتيجة كسر في العمود الفقري، وقد خضع لجلسات تأهيل مكثفة خلال الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك استخدام تقنيات حديثة ساهمت في تحسين حالته تدريجيًا. ومع ذلك، تفاقمت إصابته في نوفمبر الماضي بكسور في الفقرات الحادية عشرة والثانية عشرة، مما أدى إلى احتجازه في المستشفى لفترات طويلة. هذه التجربة الصحية لم تنكسر إرادته، بل عززت من صلته بأنصار النادي، الذين يتذكرونه الآن كقدوة في الإصرار. في السياق نفسه، أكد الدكتور صلاح عاشور، الطبيب المعالج في مركز التأهيل بالمعادي، أن أمح الدولي كان يتلقى رعاية مستمرة، وأن حالته كانت في تحسن حتى اللحظات الأخيرة، لكن الوفاة كانت قدرًا لا مفر منه.

تتمة هذه القصة تكمن في الإرث الذي يتركه أمح الدولي خلفه، حيث ألهم آلاف المشجعين بالصمود والولاء لفريقهم. كان دائمًا يظهر في المباريات رغم تحدياته، مما جعله جزءًا لا يتجزأ من تاريخ النادي الأهلي. الآن، مع تنفيذ وصيته، يجد الراحة الأبدية بجوار والدته، بينما يستمر ذكره كمصدر إلهام للجميع. هذا الحدث يذكرنا بأهمية الاحتفاء بالأفراد الذين يقفون بجانب هواياتهم رغم الصعاب، ويؤكد على دور الرياضة في توحيد المجتمعات. في الختام، يبقى أمح الدولي رمزًا حيًا للإيمان والصبر، حيث يستمر تأثيره في إلهام الأجيال القادمة من المشجعين.