عكاظ تساهم في تطوير أول قاعدة بيانات عربية للأخبار الزائفة ضمن دراسة علمية رائدة منشورة في IEEE
شاركت صحيفة “عكاظ” في دراسة علمية متقدمة تهدف إلى تطوير قاعدة بيانات عربية متخصصة في الكشف عن الأخبار الزائفة، مما يبرز دور التكامل بين الإعلام والأكاديمية في مواجهة التحديات الرقمية. هذه الدراسة، التي نُشرت في الدورية العالمية IEEE، ركزت على جمع عينات من الأخبار المزيفة سواء كانت مكتوبة يدوياً أو مولدة بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع مشاركة نخبة من الباحثين في جامعة جدة وخبراء دوليين. كان لمديرة مركز المعلومات في الصحيفة دور بارز في هذا الفريق البحثي، مما يعكس التزام المؤسسات الإعلامية بالابتكار العلمي.
تطوير قاعدة بيانات للأخبار الزائفة
في هذه الدراسة، تم جمع بيانات واسعة تشمل آلاف العينات من الأخبار الزائفة، سواء من خلال إنتاج يدوي أو باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي الحديثة. النتائج أكدت أن قدرة الأفراد العاديين على التمييز بين الحقيقة والزيف محدودة، حيث يعانون من صعوبة في اكتشاف التلاعب في المحتوى الإعلامي. ومع ذلك، فقد أظهر نموذج ARBERT، الذي تم تطويره خصيصاً للغة العربية، دقة مذهلة بلغت 78% في التعرف على الأخبار المزيفة. هذا التقدم يفتح أبواباً جديدة لتطبيق الذكاء الاصطناعي في تعزيز مصداقية المعلومات، خاصة في السياق العربي حيث تنتشر الشائعات بسرعة كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
مكافحة المعلومات المضللة
تؤكد هذه الدراسة على ضرورة تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والإعلامية لمواجهة انتشار المعلومات المضللة، حيث يمكن أن تكون هذه الشراكات مفتاحاً لإنشاء أدوات تقنية فعالة. على سبيل المثال، يساعد تطوير قواعد بيانات متخصصة في تحليل الأنماط الشائعة في الأخبار الزائفة، مثل استخدام لغة مبالغ فيها أو معلومات غير موثقة، مما يسمح بتصميم خوارزميات أكثر كفاءة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الجهود أن تساهم في تعليم الجمهور كيفية التحقق من المصادر، مما يعزز الوعي الرقمي ويقلل من تأثير الشائعات على المجتمعات. في السياق العربي، حيث يزداد انتشار المحتوى الإلكتروني، أصبح من الضروري دمج هذه التقنيات في المنصات الإعلامية لضمان سلامة المعلومات.
بالنظر إلى النتائج، يتضح أن الاستثمار في مثل هذه الدراسات ليس مجرد خطوة تقنية، بل هو استثمار في بناء مجتمع أكثر ثقة وأماناً. ففي عالم يسيطر عليه الذكاء الاصطناعي، يجب أن تكون المؤسسات الإعلامية جزءاً أساسياً من الحلول، من خلال دعم البحوث وتطبيق النتائج عملياً. هذا النهج يساعد في تعزيز الثقة في المحتوى العربي، ويوفر أدوات للكشف عن الزيف بسرعة، مما يحمي الرأي العام من التأثيرات السلبية. في الختام، يمثل هذا العمل خطوة متقدمة نحو مستقبل رقمي أكثر شفافية، حيث يتشارك الجميع في مسؤولية الحفاظ على الحقيقة.
تعليقات