الهند تكشف عن أول نموذج لغوي محلي.. كل ما يجب أن تعرفه!

الهند تطلق أول نموذج لغوي محلي

تسعى الهند إلى تحقيق نقلة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال إطلاق أول نموذج لغوي ضخم (LLM) مصمم محليًا بالكامل ضمن مبادرة “مهمة الهند للذكاء الاصطناعي”. هذا الإعلان يعكس التزام الحكومة الهندية بتعزيز الابتكار المحلي، حيث أكد مسؤولون بارزون مثل وزير الإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات أشويني فايشناو على أن البلاد ستطور نموذجًا قويًا ينافس المنصات العالمية مثل ChatGPT وDeepSeek خلال العشرة أشهر المقبلة. كما أشار رئيس الوزراء ناريندرا مودي، خلال اجتماعات قمة باريس للذكاء الاصطناعي في فبراير الماضي، إلى أن الهند تعمل بجد على بناء نموذج لغوي يعكس احتياجاتها الخاصة، مما يؤشر إلى بداية حقيقية لمشاريع عملية في هذا المجال.

تطوير نماذج ذكاء اصطناعي مستقلة

سيتم بناء هذا النموذج الأساسي من قبل شركة “سارفام” باستخدام موارد حوسبية مخصصة، مع التركيز على تعزيز قدرات الاستدلال والتفكير المتقدم. النموذج سيدعم اللغات الهندية بطلاقة ويركز على التفاعل الصوتي ليكون أكثر قربًا من الجمهور المحلي، كما أنه مصمم للنشر الآمن على نطاق واسع عبر البلاد. هذا المشروع يعتمد بشكل كامل على البنية التحتية المحلية ويتم تنفيذه بواسطة فرق هندية من الجيل الشاب، مما يعزز الاستقلال الاستراتيجي للهند ويساهم في دفع عجلة الابتكار العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي.

أكد الدكتور براتيوش كومار، الشريك المؤسس في سارفام، أن الشركة تشعر بالامتنان لدعم الحكومة، مشددًا على أن بناء نظام ذكاء اصطناعي يخدم المواطنين الهنديين كان دائمًا جزءًا أساسيًا من رؤيتها. وفقًا له، فإن هذا النموذج سيساعد في تقديم حلول تكنولوجية متقدمة تلبي احتياجات الشعب مباشرة. من جانبه، أوضح الدكتور فيفيك راغافان، الشريك المؤسس الآخر، أهمية إنشاء بنية تحتية وطنية للذكاء الاصطناعي، حيث يهدف المشروع إلى تطوير نماذج متعددة الوسائط والأحجام من البداية. هذا النهج سيمكن المواطنين من الوصول إلى تطبيقات ذكية تبدو طبيعية ومألوفة، وفي الوقت نفسه، يسمح للمؤسسات باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى نقل بياناتها خارج الحدود، مما يضمن الحماية والخصوصية.

في الختام، يمثل هذا الإطلاق خطوة حاسمة نحو تحقيق الريادة العالمية للهند في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يجمع بين الابتكار المحلي والتكنولوجيا المتقدمة لخدمة احتياجات المجتمع. من خلال التركيز على اللغات المحلية والتفاعل الآمن، يصبح هذا النموذج أداة قوية لتعزيز الاقتصاد الرقمي ودعم التنمية المستدامة، مما يفتح آفاقًا جديدة للباحثين والمطورين في الهند وخارجها. هذا المشروع ليس مجرد تقدم فني، بل هو استثمار استراتيجي في مستقبل البلاد، حيث يعمل على جعل الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية للملايين.