عاشت الضاحية الجنوبية لبيروت في جو من الرعب والتوتر، حيث شهدت تحليلاً مكثفاً لطائرات مسيرة فوق سماء العاصمة، تلته غارات تحذيرية ثلاثة قبل أن تتم ضربة صاروخية دقيقة استهدفت موقعاً وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه مخزن أسلحة مرتبط بحزب الله. أدت هذه الأحداث إلى حالة من الفوضى بين السكان، الذين هرعوا للإخلاء بعد التحذيرات الصادرة من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الذي حثهم على الابتعاد عن المناطق المحددة لمسافة لا تقل عن 300 متر لتجنب الأخطار.
الغارة الإسرائيلية على بيروت
أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الصاروخ أصاب هدفه بدقة، بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة تشير إلى وجود أسلحة متطورة في المبنى المستهدف. في الوقت نفسه، شهدت المنطقة حركة نزوح واسعة من الأحياء المتضررة، مع انتشار الفوضى والذعر بين المدنيين. مجموعات محلية عملت على إطلاق نيران تحذيرية في الهواء لتنبيه السكان بأهمية الإخلاء السريع قبل وقوع الضربة. هرعت فرق الدفاع المدني إلى المواقع المتضررة للقيام بأعمال البحث والإنقاذ، في حين لم تصدر حتى الآن أي تصريحات رسمية من الجانب اللبناني حول حجم الخسائر البشرية أو المادية. هذه الحادثة تأتي في سياق تصعيد إسرائيلي مستمر، الذي يثير مخاوف مراقبين من اندلاع صراع أوسع قد يعيد المنطقة إلى حالة من التوتر الحاد.
الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة
من جانبه، دان الرئيس اللبناني جوزيف عون الاعتداء الإسرائيلي، معتبراً إياه انتهاكاً خطيراً للسيادة اللبنانية وتفاهم وقف الأعمال العدائية. حذر عون من أن استمرار هذه الاعتداءات قد يدفع المنطقة نحو تصعيد كارثي يهدد الأمن والاستقرار، مشدداً على التزام لبنان بحماية أراضيه وشعبه بكل الوسائل المشروعة. كما دعا المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا كضامنين للتفاهم، إلى تحمل مسؤولياتهم في إلزام إسرائيل بوقف الاعتداءات فوراً. بدوره، أعرب رئيس مجلس الوزراء نواف سلام عن إدانته لمواصلة إسرائيل ترويع المدنيين في منازلهم، مطالبًا الدول الراعية لاتفاق الترتيبات الأمنية بالتدخل لإيقاف هذه الانتهاكات وتسريع الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية. أكد سلام أن لبنان ملتزم ببنود قرار مجلس الأمن 1701 كاملة، مع استمرار الجيش اللبناني في عمله لتعزيز السيطرة على الجنوب وضمان احتكار السلاح للدولة.
أما وزارة الخارجية اللبنانية، فقد أدانت الاعتداء على منطقة سكنية مكتظة في الضاحية الجنوبية، مشيرة إلى أنها أدت إلى حالات هلع واسعة بين المدنيين بالإضافة إلى الأضرار المادية. دعت الوزارة الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية إلى الضغط على إسرائيل للالتزام بقرار 1701 ووقف الخروقات المتكررة، التي تهدد السلام الإقليمي وجهود لبنان في الحفاظ على سيادته. أشارت الوزارة إلى أنها ستتابع اتصالاتها مع الدول الشقيقة والصديقة لفرض حد لهذه الانتهاكات وتحقيق انسحاب إسرائيلي كامل من كل المناطق اللبنانية المحتلة، مع التأكيد على التزام لبنان بقرارات الشرعية الدولية.
في السياق نفسه، اعتبرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان أن الغارة أثارت موجة من الذعر والخوف من عودة العنف، مطالبة جميع الأطراف بالامتناع عن أي أعمال قد تعيق تفاهم وقف الأعمال العدائية أو تطبيق قرار 1701. هذه التطورات تعكس الوضع المتوتر في المنطقة، حيث يبدو أن الترقب الحذر الذي ساد في الأيام الماضية قد يتحول إلى مواجهة أكبر إذا لم يتم التصدي للتصعيد الجاري. يظل لبنان ملتزماً بمبادئ السلام والاستقرار، مع دعوة مستمرة للمجتمع الدولي للوقوف إلى جانب الجهود الرامية إلى منع تفاقم الوضع.

تعليقات