ترمب: روسيا وأوكرانيا على وشك التوصل إلى اتفاق

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إن روسيا وأوكرانيا باتتا على وشك التوصل إلى اتفاق سلام، بعد لقاءات حثيثة بين مبعوثه ستيف ويتكوف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو. وصف ترمب اليوم السابق بأنه “يوم جيد” مليء بالمفاوضات الإيجابية، في حين وصفت الكرملين تلك المناقشات، التي لم تشمل أوكرانيا مباشرة، بأنها “بناءة ومفيدة”. في سلسلة من التغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي، أكد ترمب أن “معظم النقاط الرئيسية قد تم الاتفاق عليها”، داعياً الجانبين الروسي والأوكراني إلى عقد اجتماعات عالية المستوى لإنهاء الاتفاق بسرعة. من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب مصور أن “الضغط القوي على روسيا ضروري لفرض وقف إطلاق نار غير مشروط”، معتبراً أن أي تسوية دون ذلك قد تكون غير مجدية.

أوكرانيا على أعتاب اتفاق تاريخي

في السياق نفسه، أشار زيلينسكي في مقابلة مع “البي بي سي” إلى أن مناقشة القضايا الإقليمية بين كييف وموسكو يمكن أن تكون ممكنة فقط إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط. وفقاً للتقارير الإعلامية، يتضمن المقترح الأمريكي تنازلات من جانب أوكرانيا، حيث قد تتخلى عن مساحات واسعة من الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، مما يثير مخاوف من تغيير في التوازن الجيوسياسي. وأكد ترمب، أثناء وصوله إلى روما لحضور جنازة البابا فرانسيس، دعم الولايات المتحدة لاحتفاظ روسيا بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو عام 2014 بطريقة غير قانونية، رغم رفض زيلينسكي لهذه الفكرة بشدة. حالياً، تسيطر روسيا على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، مما يعقد عملية التفاوض ويفاقم التوترات الدولية.

تطورات في الأزمة الأوكرانية

أما عن تفاصيل اللقاء بين ويتكوف وبوتين، فقد استمر لمدة ثلاث ساعات في الكرملين، وشمل مناقشة إمكانية استئناف المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا. وفقاً ليوري أوشاكوف، أحد كبار مساعدي بوتين وسابقاً سفيراً لروسيا في الولايات المتحدة، كانت المحادثات “بناءة للغاية ومفيدة”، حيث ساهمت في تقريب المواقف الأمريكية من قضايا دولية متعددة، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية. أكد أوشاكوف أن النقاش ركز بشكل خاص على إعادة تشغيل الحوار بين ممثلي موسكو وكييف، مع التأكيد على أن العملية ستتقدم بسرعة وفقاً لما تم الاتفاق عليه بين بوتين وترمب. هذه التطورات تأتي في وقت يطرح فيه مسؤولون أمريكيون فكرة الاعتراف بسيطرة روسيا على القرم كخطوة نحو وقف إطلاق نار، وهو ما يمثل تحولاً كبيراً عن السياسة الأمريكية التقليدية ويواجه انتقادات شديدة من زيلينسكي، الذي يرى فيه تنازلاً غير مقبول. مع ذلك، يبقى الضغط الدولي على روسيا مفتاحياً لتحقيق أي تقدم حقيقي، حيث يؤكد زيلينسكي أن أي اتفاق يجب أن يضمن استعادة السيادة الأوكرانية دون أي تنازلات إقليمية تمنح روسيا مكاسب دائمة. في الوقت نفسه، تستمر الجهود الدبلوماسية لتجنب تصعيد الصراع، مع تركيز على بناء جسور الثقة بين الدول المعنية، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها مثل الخلافات حول الحدود والأمن الإقليمي. يتردد صدى هذه التطورات في الساحة الدولية، حيث يراقب العالم كيف يمكن لهذه المفاوضات أن تشكل مستقبل المنطقة، مع أمل في تحقيق سلام مستدام يعزز الاستقرار في أوروبا الشرقية.