وزير البترول يناقش مع وكالة الطاقة الدولية تنفيذ مشروعات خفض الكربون الفعالة

عقد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية في مصر، اجتماعًا هامًا مع فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، خلال فعاليات قمة مستقبل أمن الطاقة في لندن. كان اللقاء جزءًا من جهود تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات البيئية والطاقية، مع التركيز على تنفيذ مشروعات تهدف إلى خفض انبعاثات الكربون وتعزيز الطاقة المستدامة.

وزير البترول يناقش تنفيذ مشروعات خفض الكربون مع وكالة الطاقة الدولية

خلال الاجتماع، استعرض الجانبان التحديات الرئيسية في قطاع الطاقة العالمي، حيث يبرز أمن الطاقة كأولوية رئيسية لتحقيق مزيج طاقي مثالي. أكد فاتح بيرول أن الطاقة تمثل عماد الحياة المعاصرة، مشددًا على أهمية ضمان استقرارها في عالم يتغير بسرعة. قال إن غياب أمن الطاقة قد يعيق الاستقرار الاقتصادي، ويفاقم مشكلة فقر الطاقة، مما يعيق تحقيق أهداف الاستدامة البيئية. كما أبرز دور البترول والغاز كعناصر أساسية في مزيج الطاقة للسنوات القادمة، مع الحاجة إلى تأمين إمداداتها بشكل موثوق.

في السياق نفسه، أشار بيرول إلى مبادئ أساسية لمعالجة قضايا الطاقة، بما في ذلك تعزيز كفاءة الطاقة، الاستثمار في التقنيات النظيفة، تنويع مصادر الطاقة، بناء بنى تحتية مرنة، وتعزيز التعاون الدولي من خلال سياسات مستقرة. من جانبه، أكد الوزير المصري على أهمية تكثيف الجهود العالمية لتنفيذ مشروعات مشتركة في مجال إزالة الكربون من قطاعي البترول والغاز. هذا النهج يهدف إلى دعم توفير مصادر طاقة مستدامة وتحقيق تحول طاقي عادل يتناسب مع الظروف الخاصة بكل دولة.

تعزيز الشراكة في مجال الطاقة المستدامة

في تتمة اللقاء، ركز الجانبان على تعزيز التعاون بين قطاع الطاقة المصري ووكالة الطاقة الدولية، خاصة في تنفيذ مشروعات إقليمية مشتركة. هذا التعاون يأتي في إطار برنامج العمل المشترك الذي تم توقيعه في أكتوبر 2023، عقب انضمام مصر كعضو مشارك في الوكالة. يركز البرنامج على دعم جهود مصر في تنويع مزيج الطاقة من خلال زيادة إنتاج الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والبادئة، بالإضافة إلى تعزيز إجراءات خفض الكربون في قطاع البترول. هذه الخطوات تساهم في تأمين مصادر طاقة مستدامة، مما يدعم أهداف النمو الاقتصادي ويحقق التوازن بين الاحتياجات الطاقية والالتزامات البيئية.

بالإضافة إلى ذلك، أكد الاجتماع على أهمية نقل الخبرات والتكنولوجيا بين الدول لمواجهة التغيرات المناخية. على سبيل المثال، يمكن لمصر الاستفادة من الدعم الدولي لتطوير مشروعات تهدف إلى تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، مع التركيز على الابتكارات مثل التقنيات لالتقاط وتخزين الكربون. هذا النهج يعزز من قدرة مصر على تحقيق أهدافها الوطنية في مجال الطاقة النظيفة، كما يساهم في تعزيز الأمن الطاقي العالمي بشكل عام. من خلال هذه الشراكات، تبرز فرص للاستثمار في مشروعات طاقية جديدة، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويفتح أبواب التعاون الدولي.

في الختام، يمثل هذا الاجتماع خطوة حاسمة نحو بناء مستقبل طاقي أكثر استدامة، حيث يجمع بين الجهود الوطنية والدولية لمواجهة التحديات البيئية. من خلال التركيز على خفض الكربون وتنويع الطاقة، يمكن لمصر أن تلعب دورًا رائدًا في التحول الطاقي العالمي، مع الحرص على ضمان نمو اقتصادي متوازن ومستدام. هذه الجهود تؤكد على أن التعاون الدولي هو المفتاح لتحقيق أهداف الاستدامة على المدى الطويل.