اكتشف 4 خرافات شائعة حول اضطرابات الهضمية.. الحقيقة المخفية!

مرض الاضطرابات الهضمية، المعروف أيضًا باسم الداء البطني أو السيلياك، هو اضطراب هضمي مناعي يؤثر على قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية الضرورية. يُعتبر هذا المرض من الأمراض المعقدة التي تحيط بها العديد من المفاهيم الخاطئة، مما يجعل فهم الحقائق حولها أمرًا حيويًا للوقاية والعلاج الفعال.

أشهر 4 خرافات حول مرض الاضطرابات الهضمية

يُشكل مرض الاضطرابات الهضمية تحديًا للعديد من الأشخاص بسبب الالتباس حول أسبابه وأعراضه. هذا المرض، الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا باستهلاك الجلوتين، غالبًا ما يُفهم خطأ، مما يؤدي إلى تأخير التشخيص أو اتباع علاجات غير مناسبة. في الواقع، يمكن أن يؤثر على جوانب متعددة من الصحة، ويتطلب وعيًا دقيقًا لإدارته بشكل صحيح.

خرافات شائعة عن الداء البطني

فيما يلي نظرة على أبرز الخرافات الشائعة حول مرض الاضطرابات الهضمية، مع توضيح الحقائق لمساعدة الأفراد على فهم المرض بشكل أفضل. أولى هذه الخرافات هي افتراض أن التشخيص يحدث في سن مبكرة. على الرغم من أن المرض قد يبدأ بعد التعرض الأول للجلوتين في مرحلة الطفولة، إلا أن معظم الحالات تُشخص في مراحل متأخرة من العمر. وفقًا للمعلومات المتاحة، يتراوح متوسط عمر التشخيص بين 46 و56 عامًا، مع أن حوالي 25% من الحالات تُكتشف بعد سن الستين. كما أن هذا المرض أكثر شيوعًا بين النساء والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مناعية أخرى، مثل مرض السكر من النوع الأول أو التهاب الغدة الدرقية، مما يؤكد أهمية الفحوصات الدورية بغض النظر عن العمر.

أما الخرافة الثانية، فتتمثل في أن المرض يؤثر فقط على الأمعاء. في الحقيقة، يمكن أن يسبب الداء البطني أضرارًا واسعة النطاق عند استهلاك الجلوتين، حيث يهاجم الجهاز المناعي بطانة الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى تلف الزغابات التي تساعد في امتصاص العناصر الغذائية. ومع ذلك، فإن الأعراض لا تقتصر على الجهاز الهضمي؛ بل قد تشمل مشكلات في الجهاز العصبي مثل ضبابية الدماغ، أو اضطرابات في الغدد الصماء مثل تغيرات الدورة الشهرية، أو حتى آلام في العضلات والمفاصل. هذا التنوع في الأعراض يجعل تشخيص المرض أكثر تعقيدًا ويبرز الحاجة إلى تقييم شامل.

ثالث الخرافات الشائعة هو الاعتقاد بأن مرض الاضطرابات الهضمية هو مجرد حساسية للجلوتين. على الرغم من أن استهلاك الجلوتين قد يسبب غثيانًا أو أعراض هضمية، إلا أن هذا المرض ليس حساسية بسيطة. بعض الأشخاص يعانون من حساسية الجلوتين غير المرتبطة بالداء البطني، والتي تسبب أعراضًا مؤقتة دون تلف معوي أو إنتاج أجسام مضادة. ومع ذلك، قد يشكو هؤلاء أيضًا من مشكلات مثل صعوبة التركيز أو الإرهاق، مما يتطلب تمييزًا دقيقًا بين الحالتين لتجنب التشخيص الخاطئ.

أخيرًا، تنتشر خرافة أن اتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين يخفف المعاناة بشكل كامل ودائم. في الواقع، يُعد هذا النظام الوحيد الفعال لعلاج الداء البطني، لكنه قد لا يكون كافيًا في جميع الحالات. توجد حالات تُعرف بـ”الداء البطني غير المستجيب”، حيث يستمر حوالي 20% من المصابين في الشعور بأعراض رغم الالتزام بالنظام الغذائي. هذا يشير إلى أن العلاج قد يتطلب تدخلات إضافية، مثل مراقبة طبية دقيقة أو علاجات تستهدف الجوانب المناعية، لضمان تحسين الجودة العامة للحياة.

بشكل عام، فهم هذه الخرافات وتفنيدها يساعد في تعزيز الوعي بمرض الاضطرابات الهضمية، مما يسمح بتشخيص أسرع وإدارة أفضل. من المهم دائمًا استشارة المتخصصين الصحيين للحصول على نصائح مخصصة، حيث يمكن أن يؤدي الوعي بهذه الحقائق إلى تحسين الصحة اليومية وتقليل المخاطر المرتبطة بالمرض.