شهدت أسواق الإسكندرية، وخاصة سوق الميدان في منطقة بحري، زيادة ملحوظة في حركة بيع الأسماك الطازجة خلال الفترة الأخيرة. يعود ذلك إلى وفرة الأسماك القادمة مباشرة من مياه البحر المتوسط، حيث يتدفق الإقبال من السكان المحليين والزوار والسياح لشراء هذه المنتجات الطازجة وطهيها داخل السوق نفسه. هذا الانتعاش يعكس حيوية السوق خلال فصل الصيف، حيث يصبح الطلب أكبر على الأصناف الموسمية، مما يدعم الاقتصاد المحلي ويعزز من ثقافة الوجبات البحرية في المدينة.
انتعاش حركة بيع الأسماك في أسواق الإسكندرية
في سوق الميدان تحديداً، انتشرت أنواع متنوعة من الأسماك بكثرة، مما يجعلها وجهة مفضلة للعائلات والمتنزهين. يبرز الجمبري البلدي بأحجامه المختلفة، مثل الجمبري الأحمر من شاطئ أبو قير، والأحمر الخشابي، والجمبري جامبو الذي يتميز بحجمه الكبير ونكهته الغنية. كما يحظى سمك موسي بشعبية كبيرة خلال فصل الصيف، حيث يتوافق مع موسم نموه الطبيعي في البحر المتوسط. إلى جانب ذلك، هناك أصناف أخرى مثل المرجان البلدي، والبوري بأحجامه المتفاوتة، بالإضافة إلى سمك الدنيس واللواط، وسمك المحرات الذي يُقدَّر لعدم احتوائه على شوك، مما يجعله مثالياً لتحضير الأطباق الفيليه. هذه التنوع يعزز من جاذبية السوق، حيث يجد الزبائن خيارات متنوعة تلبي احتياجاتهم اليومية، سواء كانوا يبحثون عن وجبات سريعة أو أطباق تقليدية.
ازدهار تجارة الأسماك في الإسكندرية
يُضفي تنوع طرق الطهي على هذه الأسماك جاذبية إضافية، مما يجعل تجربة الشراء في السوق تجربة شاملة. على سبيل المثال، يُعد البوري الكبير خياراً شائعاً للطهي بالطريقة السنجارية في صينية مع البطاطس والطماطم، بينما يُفضل شوي الأحجام الأصغر منه على الردة للحصول على نكهة مدخنة. أما سمك اللواط، فيتم تقطيعه إلى شرائح ترانشات للقلي السريع أو للشوي، مما يمنحه مرونة في التحضير. بالنسبة لسمك الدنيس، يُقدم عادةً بالزيت والليمون لنكهة طازجة، أو يُشوى على الردة ليحتفظ بليونته. من جهة أخرى، يُفضل قلي سمك البربون والمرجان والسبيط لسرعة إعدادهما ولنكهتهما الغنية. وبالنسبة للجمبري، فإن الخيارات متعددة؛ يمكن شويه أو قليه أو تحضيره كطاجن، وخاصة في فصل الصيف حيث يزداد الطلب على شوربة الجمبري بسبب طعمها المنعش وفوائدها الصحية. كما يُعد القندوفلي خياراً فريداً، حيث يُطهى بخليط من الثوم والبصل دون إضافة ماء، مما يعطيه نكهة قوية ومكثفة.
هذا التنوع في الأصناف والطرق التقليدية يعكس تراث الإسكندرية البحري، حيث يجتمع الطازج مع الابتكار في كل وجبة. مع تزايد الوعي بأهمية المنتجات البحرية للصحة، مثل احتوائها على البروتينات والفيتامينات، يستمر الإقبال على هذه الأسواق في النمو. في الواقع، أصبحت زيارة سوق الميدان تجربة ثقافية، حيث يتعلم الزوار كيفية اختيار الأسماك الطازجة وتجربة الوصفات المحلية. هذا الازدهار ليس مجرد ظاهرة موسمية، بل يعبر عن استدامة الاقتصاد المحلي ودوره في تعزيز السياحة الغذائية في الإسكندرية. بالإضافة إلى ذلك، يساهم هذا النشاط في دعم صيادي المنطقة، مما يعزز التوازن البيئي والاقتصادي. مع مرور السنوات، تظل أسواق الإسكندرية رمزاً للغنى البحري، حيث تتدفق الحياة من خلال أسماكها الطازجة وروائحها المنعشة، مما يجعلها وجهة لا تُنسى لكل من يبحث عن أصالة المطبخ المصري.
تعليقات