قام الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، بزيارة ميدانية إلى هيئة الطاقة الذرية في منطقة أنشاص بمحافظة الشرقية، حيث التقى بقيادات الهيئة ورؤساء المراكز العلمية. هذه الزيارة تأتي ضمن جهود الدولة لتعزيز التعاون بين الوزارة والمؤسسات البحثية، مع التركيز على تعظيم الاستفادة من الطاقة الذرية في مجالاتها السلمية. خلال الزيارة، استعرض الوزير أنشطة الهيئة المتعلقة بإنتاج السلالات الزراعية المحسنة وتطوير التكنولوجيا النووية، مؤكداً على أهمية دمج البحث العلمي في خطط التنمية الوطنية.
الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية
في هذه الزيارة، التي تعد الثالثة خلال الشهور الماضية، استمع الدكتور محمود عصمت إلى شرح مفصل من قبل رئيس الهيئة، الدكتور عمرو الحاج، ورؤساء المراكز، حول أبرز الإنجازات في مجال الطاقة الذرية. تم التركيز على دور مركز البحوث النووية، الذي يحتوي على مفاعلين بحثيين، في دعم الاستخدامات السلمية. على سبيل المثال، يعمل المركز على إنتاج سلالات قمح متميزة تزيد إنتاجيتها بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالأصناف التقليدية، مما يساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي. كما تم استعراض مشروع تطوير مفاعل مصر البحثي الأول، الذي أنشئ في الستينات، مع خطط لتحديث البنية التحتية وتدريب كوادر شابة لضمان الاستدامة. هذه الجهود تبرز كيف يمكن للطاقة الذرية أن تكون أداة فعالة في مجالات الزراعة، الصناعة، والطب، مثل استخدام النظائر المشعة في علاج الأورام وتحسين عمليات التصنيع.
التطبيقات السلمية للطاقة النووية
بالإضافة إلى الجوانب البحثية، تناول الاجتماع أدوار مركز بحوث الأمان النووي والإشعاعي، الذي يعد الوحيد من نوعه في مصر. يركز هذا المركز على ضمان سلامة المنشآت النووية وتقديم الدعم الفني لقطاعات متنوعة، بما في ذلك شركات البترول ووحدات الطب النووي في المستشفيات. أكد الوزير أن الهيئة تمتلك كفاءات وخبرات متراكمة، مما يجعلها شريكاً أساسياً في خطط التنمية المستدامة. ومن الأمثلة على ذلك، مسؤولية الهيئة عن أنشطة الكشف الإشعاعي عبر جميع منافذ الجمهورية، بالاعتماد على فرق مدربة ومعامل متخصصة. يساهم ذلك في تعزيز الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في مجالات مثل حفظ المنتجات الزراعية وزيادة إنتاجية المحاصيل، بالإضافة إلى توطين التكنولوجيا الحديثة ودعم التصنيع المحلي. أبرز الوزير ضرورة وضع استراتيجية شاملة لمواجهة التحديات، بما في ذلك تطوير البنية التحتية ودعم الكوادر البشرية الشابة، لضمان استمرارية هذه الجهود وتحقيق قيمة اقتصادية إيجابية.
في ختام الزيارة، شدد الدكتور محمود عصمت على أهمية العمل بروح الفريق لتعظيم دور الهيئة في التنمية الاقتصادية، خاصة في مجالات الطاقة الذرية السلمية. هذه الزيارات المتكررة تعكس التزام الدولة بتعزيز البحث العلمي وتطبيق نتائجه في الحياة اليومية، مما يعزز من مكانة مصر دولياً كمنصة بحثية متقدمة. من خلال هذه الجهود، يمكن تحويل الطاقة النووية إلى محرك للنمو المستدام في القطاعات الزراعية، الصحية، والصناعية، مع الالتزام بأعلى معايير الأمان والابتكار.
تعليقات