كيف تحمي بنتك من سرطان عنق الرحم باللقاح
سرطان عنق الرحم يُعد من الأمراض الخطيرة التي تهدد حياة النساء، لكنه يمكن الوقاية منه بشكل فعال من خلال لقاح فيروس الورم الحليمي البشري. هذا اللقاح يحمي الفتيات من الإصابة بالفيروس المسبب للسرطان، مما يقلل من خطر الوفاة. يُوصى بإعطاء جرعة واحدة فقط للفتيات بدءًا من سن 9 سنوات، حيث يوفر حماية طويلة الأمد لبقية العمر. الوقاية هنا تكون أفضل من العلاج، خاصة أن هذا السرطان ناتج عن عدوى فيروسية معروفة، بخلاف العديد من السرطانات الأخرى التي تكون أسبابها غير واضحة. بفضل توفر اللقاح في جميع أنحاء مصر، يمكن لأي أم أن تأخذ خطوة بسيطة لضمان صحة ابنتها.
اللقاح ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو درع وقائي يمنع الإصابة بنسبة كبيرة. ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري عبر الملامسة الجلدية أو العلاقات الجنسية، وقد ينتشر أيضًا من خلال أدوات غير مطهرة مثل تلك المستخدمة في الإجراءات الطبية أو إزالة الشعر. لذا، يُعد اللقاح أداة أساسية للوقاية، بالإضافة إلى اتباع قواعد النظافة الشخصية مثل استخدام المطهرات، تجنب مشاركة الأدوات الشخصية، وتنظيف المناطق المشتركة مثل المراحيض أو حمامات السباحة. من المهم أيضًا زيارة عيادات نظيفة حيث يلتزم الأطباء باستخدام الملابس الواقية.
الوقاية من الإصابة بفيروس الورم الحليمي
فيروس الورم الحليمي البشري ليس محصورًا بالجهاز التناسلي فقط، بل قد يصيب الجلد أو المناطق الأخرى مثل الفم، البلعوم، أو حتى الشرج، مما يجعله خطيرًا إذا لم يتم التعامل معه مبكرًا. نسب الإصابة بسرطان عنق الرحم مرتفعة جدًا في مصر، حيث يؤدي إلى وفاة الكثير من النساء سنويًا بسبب عدم الكشف المبكر أو عدم أخذ اللقاح. الأعراض غير محددة في المراحل الأولى، مما يجعل الكشف الدوري ضروريًا، مثل إجراء مسحة عنق الرحم كل ثلاث سنوات لدى طبيب النساء. المبادرة الرئاسية في مصر تلعب دورًا كبيرًا هنا، حيث يمكن الاتصال بالخط الساخن 15335 للحصول على توجيه إلى أقرب مركز لإجراء الفحوصات الوقائية قبل أن يتطور المرض.
أما عن اللقاح نفسه، فهو فعال بنسبة 100% في منع العدوى إذا تم إعطاؤه في السن الموصى بها، وهي من 9 إلى 15 سنة. إذا تأخرت الفتاة عن هذه الفترة، يمكن أخذه حتى سن 26 سنة، لكنه سيكون أقل كفاءة، وقد يتطلب جرعات إضافية. للنساء المتزوجات، يُنصح بالكشف الدوري المستمر للكشف عن أي عدوى مبكرًا، حيث تصل نسبة الوفيات إلى 60% في حالة الإصابة المتأخرة. منظمة الصحة العالمية تنصح بشدة بأخذ اللقاح لجميع الفتيات، نظرًا لأن الوقاية هي السبيل الأكثر أمانًا.
في الختام، من الضروري أن تكون الأمهات مدركات لأهمية هذا اللقاح، حيث يمكن أن ينقذ حياة بناتهن. بالإضافة إلى اللقاح، يجب دمج عادات صحية يومية لتقليل فرص الإصابة، مثل الحفاظ على نظافة عالية ومتابعة الفحوصات الطبية بانتظام. هذا النهج الشامل يساعد في تقليل معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم، مما يعزز الصحة العامة للمجتمع. تذكري دائمًا أن الاستثمار في الوقاية الآن يمنع المعاناة في المستقبل.
تعليقات