شهدت مناطق جنوب السعودية صباح الخميس ظاهرة بصرية نادرة أثارت إعجاب المواطنين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شوهدت حلقة ضوئية محيطة بالشمس، مما دفع الكثيرين للتساؤل عن أسبابها وإمكانية تكرارها في المستقبل.
ما هي الهالة الشمسية؟
الهالة الشمسية هي ظاهرة جوية لا تتعلق بالشمس مباشرة، بل تنشأ من تفاعل أشعة الشمس مع الجزيئات الدقيقة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي. هذه الظاهرة تحدث عندما تكون الطبقات العليا مشبعة بالرطوبة، مما يؤدي إلى انكسار الضوء وتشكيل حلقة دائرية حول قرص الشمس. وفق الدراسات، يعزى ذلك إلى وجود بلورات جليد دقيقة تتفاعل مع الضوء، مما ينتج عنه هذا المشهد الجذاب الذي يبدو كإطار مضيئ حول الشمس.
أسباب ظهور الإكليل الشمسي
يُعزى ظهور الإكليل الشمسي، كما يُطلق عليه أحيانًا، إلى الظروف الجوية المحلية بدلاً من العوامل الجغرافية الثابتة. هذه الظاهرة تعتمد على توفر كميات كبيرة من بلورات الجليد الدقيقة في السحب الرقيقة المعروفة بـ”السحب الركامية العليا”. عندما تتراكز هذه البلورات في الطبقات العليا، تحدث عملية انكسار وانعكاس للضوء، مما يجعل الظاهرة تظهر في مناطق معينة دون غيرها، حتى داخل نفس الدولة. على سبيل المثال، قد تكون الظروف مثالية في جنوب السعودية بسبب الرطوبة المرتفعة، بينما تكون غير موجودة في مناطق أخرى في الوقت نفسه.
من جان آخر، ليس هذا الحدث الأول من نوعه في السعودية، حيث سُجلت ظهور مشابه في مايو 2023، وتم رصده أيضًا في دول عربية أخرى مثل عمان ومصر والمغرب. هذه الظاهرة العالمية يمكن أن تحدث في أي مكان طالما توافرت الشروط المناسبة، مما يجعلها جزءًا من التنوع الجوي العالمي.
بالنسبة للتمييز بين الهالة الشمسية والهالة القمرية، فإن كلا الظاهرتين يعملان بنفس المبدأ الفيزيائي لانكسار الضوء عبر بلورات الجليد، لكن الهالة القمرية تظهر حول القمر ليلاً وتكون أقل إشراقًا مقارنة بالهالة الشمسية التي تبرز نهارًا مع ألوان أكثر حيوية.
أما بخصوص الخطر الصحي، فإن النظر المباشر إلى الشمس أثناء ظهور الهالة يمثل تهديدًا كبيرًا للعين، حيث قد يؤدي إلى تلف دائم في الشبكية. يوصي المتخصصون باستخدام نظارات شمسية مخصصة للرصد الفلكي أو عدسات مظللة في الكاميرات لتجنب أي ضرر.
أما على منصات التواصل الاجتماعي، فقد أثار هذا الحدث تفاعلات واسعة، حيث تبادل الناس صورًا وفيديوهات مع تعليقات تتراوح بين الإعجاب بالجمال الطبيعي والتفسيرات غير العلمية التي تحمل طابعًا دينيًا أو رمزيًا. يرى الخبراء أن مثل هذه الظواهر توفر فرصة لتعزيز الوعي الفلكي وتصحيح المعلومات الخاطئة، مما يساعد في فهم العلوم الطبيعية بشكل أفضل.
تعليقات