كشف مذهل في تكساس: قبيلة مجهولة سابقاً تستخدم عظاماً بشرية لتأليف الموسيقى

كشفت دراسة أثرية حديثة عن وجود قبيلة قديمة مجهولة الهوية في جنوب تكساس، حيث استخدمت عظام بشرية لصنع آلات موسيقية فريدة. هذه الاكتشافات تكشف عن جوانب غير مألوفة من حياة هذه المجتمعات الساحلية، التي ازدهرت قبل وصول الأوروبيين، وتربطها بثقافات أخرى في وسط المكسيك. يركز البحث على تحليل قطع أثرية عظمية، مما يسلط الضوء على ممارسات ثقافية معقدة، بما في ذلك استخدام العظام في الطقوس والفنون.

قبيلة مجهولة في تكساس تستخدم عظام بشرية للموسيقى

في سياق هذه الدراسة، قام عالم الأنثروبولوجيا ماثيو تايلور بفحص مجموعة من القطع الأثرية المكتشفة في متاحف، حيث اكتشف مبرد موسيقي مصنوع من عظم عضد بشري. هذا الاكتشاف يعود إلى فترة ما بين عامي 1300 و1528 ميلادية، حين كانت المنطقة موطناً لمجتمعات تعتمد على الصيد وجمع الثمار، دون الاعتماد على الزراعة. يشير تايلور إلى أن هذه القطع الأثرية، والبالغ عددها 29 قطعة، تم تصنيعها بعناية من عظام طويلة مثل عظام العضد والفخذ، مما يعكس تقنية متقدمة تتضمن عملية الأخدود والكسر لتشكيلها. هذه الآلات لم تكن مجرد أدوات عادية، بل كانت جزءاً من طقوس ثقافية، ربما مرتبطة بتقاليد الشعوب الأصلية في المنطقة.

مجتمعات ساحلية قديمة وروابط ثقافية

يبرز هذا الاكتشاف روابط محتملة بين المجتمعات الساحلية في تكساس والثقافات المكسيكية القديمة، مثل حضارة الأزتك. على سبيل المثال، تشبه هذه الآلات الموسيقية الآلة المعروفة باسم “أوميتشيكاهواتزتلي”، التي استخدمت في طقوس الجنازة بين عامي 1250 و1521 ميلادية. ومع ذلك، فإن القطع الأثرية في تكساس تختلف قليلاً، حيث غالبًا ما كانت مصنوعة من عظام العضد بدلاً من عظام الفخذ، مما يشير إلى تأثيرات محلية أو محاكاة لممارسات دينية أخرى. تايلور يفسر أن هذه العملية المعقدة، التي تتطلب وقتاً ودقة، تدل على غرض واعٍ، ربما مرتبط بتبجيل الأسلاف أو الاحتفاء بالحرباء، على الرغم من نقص الأدلة الواضحة في جنوب تكساس.

في الواقع، لم يُسجل وجود مثل هذه الممارسات في المنطقة بشكل واسع، باستثناء بعض الروايات من المستكشفين الإسبان، مثل ألفار نونيز كابيزا دى فاكا، الذي وصف طقوساً تشمل شرب عظام الرجال المحروقين كشكل من أشكال العبادة. ومع ذلك، فإن الآلات المكتشفة تحمل تفاصيل فنية دقيقة، مثل الشقوق المحفورة على عظم الذراع، والتي كانت تهدف إلى إنتاج أصوات موسيقية عند كشطها، بالإضافة إلى زخارف هندسية متعرجة تعزز الجوانب البصرية. هذه العناصر تجعل هذه القطع الأثرية أكثر من مجرد أدوات؛ إنها تعبر عن تراث ثقافي غني.

بالنظر إلى السياق التاريخي، فإن هذه الاكتشافات تكشف عن تعقيدات الحياة اليومية للقبائل الساحلية، التي عاشت في ظل ظروف بيئية صعبة. على الرغم من أن هذه المجتمعات لم تعتمد الزراعة، إلا أنها طوروا تقنيات متقدمة للاستفادة من الموارد المتاحة، بما في ذلك استخدام العظام البشرية في الطقوس الفنية. يقترح تايلور أن هذه الممارسات قد تكون جزءاً من شبكة اتصال أوسع مع الثقافات المركزية في المكسيك، حيث تشابهت الأدوات في التصميم والغرض. هذا الارتباط يفتح أبواباً لفهم أعمق لكيفية تفاعل الشعوب القديمة عبر المناطق، وكيف ساهمت هذه التفاعلات في تشكيل هويات ثقافية متنوعة.

في الختام، يمثل هذا البحث خطوة مهمة نحو استكشاف التراث المجهول لقبائل جنوب تكساس، مع التركيز على كيفية دمج العناصر البشرية في الفن والطقوس. هذه الدراسة ليس فقط تكشف عن ممارسات موسيقية فريدة، بل تبرز أيضاً الروابط الثقافية التي ربطت بين المناطق المختلفة في العصور القديمة، مما يعزز فهمنا لتطور المجتمعات البشرية في أمريكا الشمالية.