شهدت صباح اليوم ظاهرة فلكية مذهلة في مناطق جنوب المملكة العربية السعودية، حيث أبهرت “الهالة الشمسية” السماء بمشهد دائري مضيء أثار إعجاب الجميع. انتشرت صور وفيديوهات لهذه الظاهرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما زاد من فضول الناس ودفعهم للتعرف على أسرارها، حيث اعتبرها الكثيرون لحظة نادرة تجمع بين الجمال الطبيعي والغموض العلمي.
الهالة الشمسية
تُعد الهالة الشمسية من الظواهر الفلكية النادرة التي تحدث عندما تحيط الشمس بقوس دائري مضيء، ناتج عن انعكاس وانكسار أشعة الشمس عبر بلورات الجليد الدقيقة في السحب العليا من طبقة السيروس. هذه البلورات، التي تتواجد في الطبقات الجوية العليا، تعمل على تفريق الضوء وإنتاج حلقة ملونة أو فاتحة حول الشمس، مما يجعل السماء تبدو كلوحة فنية طبيعية. تزداد فرصة ظهور هذه الظاهرة في ظروف جوية معينة، مثل الرطوبة العالية والبرودة في الطبقات العليا، وهو ما حدث في المناطق الجنوبية مؤخراً، مما يذكرنا بأن الطبيعة تخفي مفاجآت مذهلة في كل لحظة.
الظاهرة الفلكية
في سياق الظاهرة الفلكية هذه، قدم الدكتور ملهم هندي، المتخصص في علم الفلك الفيزيائي بجامعة الملك عبدالعزيز، تفسيراً علمياً يؤكد أن الهالة الشمسية ناتجة عن ازدياد الرطوبة في الطبقات الجوية، مما يؤدي إلى انكسار الضوء بشكل مميز. وفقاً لد. ملهم، فإن هذه الظاهرة ليست حدثاً فريداً في المملكة، إذ شوهدت سابقاً في بدايات العام الماضي وفي دول أخرى حول العالم، لكن ندرتها تجعلها مصدر جذب ودهشة. أكد أيضاً أن مثل هذه الظواهر البصرية لا تشير عادةً إلى تغييرات مناخية كبيرة، بل تعكس خصائص الطقس الحالي وتفاعلات الغلاف الجوي، مما يعزز من أهميتها في فهم ديناميكيات الكون. من جانب آخر، تفاعل السعوديين مع هذه الظاهرة كان ملحوظاً على منصات التواصل، حيث شارك المواطنون والمقيمون في الجنوب صوراً ومقاطع فيديو تعبر عن إعجابهم بجمال السماء وتدفعهم للتأمل في عظمة الطبيعة. البعض رأى فيها علامة على أسرار الكون، بينما اعتبرها آخرون فرصة للاحتفاء بمفاجآت الطبيعة التي تتكرر في أنحاء العالم. في الختام، تظل الهالة الشمسية رمزاً للجمال الطبيعي الذي يذكرنا بتداخل العلوم والفنون، حيث تستمر في إثارة الإعجاب وتعزيز الوعي بظواهر الكون المدهشة.
تعليقات