بيتكوين يتراجع بعد مكاسب قوية مع تفاؤل بانفراج التوترات التجارية

تراجعت عملة بتكوين، المعروفة بتقلباتها السريعة، خلال جلسة تداول الخميس، بعد أن سجلت مكاسب قوية في الجلسة السابقة. هذا التراجع جاء نتيجة لجني المستثمرين لأرباحهم عند مستويات قياسية لم تشهدها العملة منذ أكثر من شهرين، في حين بقيت العملة مدعومة جزئياً بإشارات إيجابية تشير إلى تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الرئيسيين. يعكس هذا التحرك الديناميكي طبيعة سوق العملات المشفرة، حيث يتأثر سعر بتكوين بشكل كبير بالعوامل الاقتصادية العالمية والتوقعات السياسية.

تراجع بتكوين بعد مكاسب قوية وسط تفاؤل بانفراجة التوترات التجارية

شهدت عملة بتكوين، أكبر عملة مشفرة في العالم من حيث القيمة السوقية، انخفاضاً بنسبة 1.2% لتسجل سعراً يصل إلى 92,575.3 دولار، وفقاً للتقارير التجارية. هذا التراجع يأتي بعد ارتفاع حاد بلغ نحو 7% في الجلسة السابقة، حيث تجاوزت العملة عتبة 94,000 دولار، مسجلة أعلى مستوى لها منذ أوائل شهر مارس. دفع هذا الارتفاع الأخير المستثمرين للاستفادة من المكاسب، مما أدى إلى الضغط الهبوطي في الجلسة التالية. وراء هذه التذبذبات، يبرز دور الإشارات الإيجابية من الولايات المتحدة، حيث تراجع الرئيس دونالد ترامب عن تهديداته بإقالة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، كما ألمح إلى إمكانية تخفيف الرسوم الجمركية على الصين. هذه التطورات عززت الآمال بتحقيق استقرار اقتصادي عالمي، مما يدعم عملة بتكوين كأصل استثماري حساس للمخاطر.

انخفاض عملة البيتكوين وتأثير التفاؤل التجاري

امتد تأثير هذا التراجع إلى العملات المشفرة الأخرى، حيث انخفضت معظمها بعد ارتفاع حاد في الجلسة السابقة، مع تفاؤل عام في الأسواق المالية. على سبيل المثال، هبطت عملة إيثيريوم بنسبة 0.8% لتصل إلى 1,774.93 دولار، بينما تراجعت عملة XRP بنسبة 2.8% إلى 2.1801 دولار. كما سجلت عملات أخرى خسائر، مثل سولانا التي انخفضت بنسبة 1.3%، وكاردانو بنسبة 1%، وبوليجون بنسبة 0.5%. في قطاع عملات الميم، قادت دوجكوين التراجع بنسبة 4%، مما يعكس التقلبات الواسعة في هذا السوق. هذه الخسائر تأتي في سياق تحسن في الشهية الاستثمارية العالمية، مدعومة بتصريحات من وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، الذي أكد أن الرسوم الجمركية المرتفعة بين الولايات المتحدة والصين غير مستدامة، مع إشارات إلى استعداد الإدارة لتخفيف التوترات. كما ساهمت تقارير إعلامية عن زيارة وزير الاقتصاد الياباني ريوسي أكازاوا لواشنطن في الفترة من 30 أبريل إلى 2 مايو، لإجراء مفاوضات جديدة حول الرسوم الجمركية، في تعزيز هذا التفاؤل.

في الختام، يظل سوق بتكوين وغيرها من العملات المشفرة عرضة للتأثر بالتغييرات الاقتصادية العالمية، حيث يعكس هذا التراجع الأخير توازناً دقيقاً بين الفرص والمخاطر. مع تزايد الاعتماد على هذه العملات كأصول استثمارية، يبرز دور التوترات التجارية في تشكيل اتجاهات السوق، مما يدفع المستثمرين للتركيز على الإشارات الإيجابية مثل تلك المتعلقة بتخفيف الرسوم الجمركية. هذا الوضع يعزز من أهمية مراقبة التطورات السياسية، حيث يمكن أن تؤدي أي انفراجة في التوترات إلى دفع جديد لأسعار بتكوين نحو مستويات قياسية. في ظل هذا المناخ، يستمر السوق في جذب الاستثمارات، مع الاعتماد على الابتكار التكنولوجي والتغييرات الاقتصادية لتحديد المستقبل. بشكل عام، يعد هذا التراجع مؤشراً على قوة السوق في التكيف، مما يجعل من بتكوين خياراً جذاباً للمستثمرين الباحثين عن التنويع في محافظهم.