رئيس الصناعات الهندسية: توطين الصناعة يعزز الصادرات بشكل مباشر ومضاعف

أكد عبد الرحمن عبد الغني، رئيس النقابة العامة للصناعات الهندسية والمعدنية والكهربائية، أن توطين صناعة السيارات الكهربائية في شركة النصر للسيارات يمثل خطوة حاسمة لمواكبة التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المستدامة. في ظل السباق الدولي للانتقال إلى السيارات الكهربائية، يرى عبد الغني أن مصر يمكنها تحقيق قفزة نوعية من خلال استغلال موارد البنية التحتية المتاحة والكوادر الفنية الماهرة. هذا التوجه ليس مجرد استثمار اقتصادي، بل هو جزء من استراتيجية شاملة لتعزيز الاقتصاد المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات، مما يفتح أبواباً واسعة لزيادة الصادرات وخلق فرص عمل جديدة في قطاعات التصنيع والصيانة.

توطين الصناعة يساهم في مضاعفة الصادرات

يشكل توطين الصناعة، خاصة في مجال السيارات الكهربائية، محركاً أساسياً لتحقيق النمو الاقتصادي في مصر. يؤكد عبد الغني أن الدخول المتأخر نسبياً لمصر في هذا المجال، مقارنة بدول مثل المغرب التي حققت تقدماً كبيراً في التصنيع والتصدير، لا يعني فقدان الفرصة. بالعكس، فإن مصر تمتلك الإمكانيات اللازمة لتصبح مركزاً إقليمياً لإنتاج المركبات الكهربائية، مع توافر الخبرات الفنية والتكنولوجيا الداعمة. بعد عمليات التطوير الأخيرة في شركة النصر للسيارات، أصبحت الشركة جاهزة للبدء في إنتاج هذه المركبات، بشرط توفر شريك أجنبي يقدم الخبرة والتكنولوجيا اللازمة لتطوير خطوط الإنتاج من التجميع الأولي إلى التصنيع الكامل. هذا النهج لن يساهم فقط في توفير العملة الصعبة من خلال تقليل الواردات، بل سيعزز أيضاً من قدرة مصر على المنافسة دولياً، حيث يمكن أن يؤدي إلى زيادة الصادرات الصناعية بشكل كبير، وفقاً للرؤية الوطنية للوصول إلى 145 مليار دولار سنوياً.

تطوير التصنيع المحلي

يبرز تطوير التصنيع المحلي كمرادف حيوي لتوطين الصناعة، حيث يعني بناء قاعدة صناعية مستدامة تعتمد على الموارد المحلية. يشدد عبد الغني على ضرورة دعم الحكومة لهذا الاتجاه من خلال تقديم حوافز استثمارية وتبسيط الإجراءات الإدارية، مما يجعل مصر وجهة جذابة للاستثمارات الأجنبية. هذا الدعم سيساعد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مثل تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز البيئة الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تطوير التصنيع المحلي سيفتح آفاقاً جديدة للشباب المصري، من خلال توفير فرص عمل في مجالات التصنيع المتقدم، الصيانة، والخدمات اللوجستية المرتبطة بالسيارات الكهربائية. في السياق الإقليمي، يمكن لمصر أن تكون نموذجاً للدول الأفريقية والعربية في هذا المجال، مما يعزز مكانتها كمركز إقليمي للابتكار الصناعي. مع تزايد الطلب العالمي على السيارات الكهربائية، يصبح تطوير التصنيع المحلي خطوة استراتيجية لتحويل التحديات البيئية إلى فرص اقتصادية، ويضمن دمج مصر في سلسلة الإمداد العالمية. هذا التوجه ليس فقط عن الإنتاج، بل عن بناء اقتصاد مقاوم يعتمد على الابتكار والاستدامة، مما يدعم النمو الشامل ويحقق الرؤية الوطنية للاقتصاد.