في الذكرى الـ118 لتأسيس النادي الأهلي، يتجدد الإعجاب بمسيرة هذا النادي الذي أصبح رمزاً للرياضة والوطنية في مصر والعالم العربي. منذ نشأته، تميز النادي بإنجازاته الرياضية والثقافية، حيث حقق عشرات البطولات التي جعلته يتفوق على منافسيه ويحتفظ بمكانة مميزة في تاريخ الرياضة. يعود الفضل في ذلك إلى رؤية مؤسسيه الذين ركزوا على توحيد الشباب المصري في مواجهة الاحتلال، مما جعله ليس مجرد نادٍ رياضي، بل ركيزة وطنية.
ذكرى تأسيس النادي الأهلي
يعود تأسيس النادي الأهلي إلى عام 1907، عندما اقترح عمر لطفي بك فكرة إنشاء نادٍ رياضي يعكس الروح الوطنية، بالتعاون مع شخصيات بارزة مثل مصطفى كامل. كان الهدف الأساسي هو توحيد المثقفين والشباب المصريين لمواجهة الاحتلال البريطاني، مما جعل النادي يمثل أكثر من مجرد منشأة رياضية. تم اختيار الاسم “الأهلي” ليعبر عن الطابع القومي، مستوحى من كلمة “National”، وهو ما عكس رغبة المؤسسين في بناء هوية مصرية مستقلة. في أول اجتماع لمجلس الإدارة في 24 أبريل 1907، تولى الإنجليزي ميتشل إنس الرئاسة لتسهيل الدعم المالي، لكنه سرعان ما تنحى ليخلفه عزيز عزت باشا كأول رئيس مصري. هذه الخطوات الأولى ساهمت في تأسيس الهيكل التنظيمي للنادي، بما في ذلك شراء الأرض الأولى بإيجار رمزي وجمع التبرعات لإنشاء المبنى الرئيسي.
مع مرور السنوات، تطورت النادي الأهلي ليشمل ألعاباً متنوعة مثل كرة القدم، التي أصبحت ركيزة أساسية. تأسس أول فريق كرة قدم رسمي في عام 1911، مكوناً من لاعبين شباب من المدارس، مثل حسين حجازي الذي أصبح أسطورة في تاريخ الكرة المصرية. كما ساهم النادي في نشر الرياضة عبر جولات داخلية في مدن مصرية مثل الإسكندرية وبريطانية، حيث واجه فرقاً أجنبية، مما زاد من شعبيته. في عام 1917، أقيمت أول مباراة تاريخية مع نادي الزمالك، وفاز الأهلي بهدف عبد الحميد محرم، ليصبح هذا حدثاً مفصلياً في تاريخ الكرة المصرية. كما لعب النادي دوراً حاسماً في تشكيل منتخب مصر الأول، حيث ساهم لاعبوه في أكثر من نصف الفريق الذي شارك في أولمبياد أنتويرب 1920، محققاً مكانة عالمية.
القلعة الحمراء في الإنجازات
أصبح النادي الأهلي، المعروف بـ”القلعة الحمراء”، مرادفاً للتميز الرياضي، حيث جمع إجمالاً 154 بطولة محلية، بما في ذلك 44 لقباً في الدوري المصري و39 في كأس مصر. على المستوى القاري، حقق 12 لقباً في دوري أبطال أفريقيا، مثل الإنجازات في الأعوام 1982 و2001 و2023، بالإضافة إلى 4 ألقاب في كأس الكؤوس الأفريقية و8 في السوبر الأفريقي. كما فاز ببطولات عربية مثل البطولة العربية لأبطال الدوري وكأس النخبة، مما جعله يتوج بـ26 لقباً قارياً وأفريقياً. على الرغم من أن النادي بدأ كمنصة وطنية، إلا أنه تطور ليشمل أنشطة ثقافية، مثل فتح عضوية النساء في عام 1916، حيث انضمت أم كلثوم كأول عضوة بارزة. كما صمم شعاره الأول في عام 1917، الذي يرمز إلى التراث الملكي والوطني.
في السنوات الأخيرة، استمر النادي في بناء إرثه من خلال تطوير ملعب “التتش”، الذي أصبح معلمًا رياضياً يخرج مواهب استثنائية. هذا التطور يعكس كيف تحول النادي من فكرة وطنية بسيطة إلى قوة عالمية، حيث حقق أيضاً إنجازات مثل الفوز بكأس الأفرو-آسيوية في 1998 وأربع ميداليات برونزية في كأس العالم للأندية. اليوم، يظل النادي الأهلي مصدر إلهام لملايين المعجبين، محافظاً على تراثه كرمز للرياضة والقومية في مصر. مع استمرار الاحتفالات، يتأكد أن مسيرته ستظل جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الرياضة العربية.
تعليقات