أعلنت منصة بلوسكاي الاجتماعية عن إطلاقها لخاصية التوثيق من خلال شارة زرقاء، مما يعزز من مصداقية الحسابات الموثوقة ويقلل من انتشار المحتويات المضللة. هذه الخطوة تأتي كرد فعل للتحديات التي واجهتها المنصات الاجتماعية، حيث تهدف بلوسكاي إلى بناء ثقة أكبر بين مستخدميها من خلال التحقق من هوية الأشخاص والمؤسسات البارزة، مستوحاة من نموذج سابق في منصات أخرى.
شارة التوثيق الزرقاء في بلوسكاي
في هذه الخطوة الجديدة، تعتمد بلوسكاي على آلية بسيطة للتحقق من الحسابات، حيث يتم استخدام عناوين النطاقات لتأكيد الأصالة. هذا النهج يساعد في تمييز الحسابات الحقيقية، مثل تلك التابعة للشركات أو الشخصيات العامة، من خلال إضافة الشارة الزرقاء بجانب أسماء المستخدمين. المنصة بدأت بتجربة هذه الميزة مع شركاء محدودين، يشملون جهات محايدة متخصصة في التحقق، لضمان أن يتم التوثيق بشكل دقيق وموثوق.
علامة التحقق وآلياتها
عملية التوثيق في بلوسكاي تعتمد على مراجعة يدوية من قبل فريق الإشراف، مما يضمن عدم وجود حسابات مزيفة. على سبيل المثال، يمكن لشركة ما أن تطلب توثيق أعضاء فريقها، مثل قسم العلاقات العامة، لتعزيز مصداقية المعلومات التي ينشرونها. ومع ذلك، هذا النهج يعتمد حاليًا على التعاون مع هذه الجهات الموثوقة، ولا يتيح بعد طلبات مباشرة من المستخدمين العاديين. هذا يعني أن الأفراد الذين لا يمتلكون نطاقات خاصة قد يواجهون صعوبة في الحصول على الشارة، مما يثير أسئلة حول كيفية دعم الشخصيات الجديدة أو تلك التي لم تكسب شهرة واسعة بعد.
بالإضافة إلى ذلك، لم تختر بلوسكاي آليات محددة لتوثيق الشخصيات العامة مثل المشاهير أو السياسيين، مما قد يترك فجوة في السياقات الإعلامية والثقافية. رغم ذلك، فإن هذه الخطوة تعتبر خطوة إيجابية نحو تعزيز الثقة، حيث أكدت المنصة في منشورها الرسمي أن “الثقة هي الأساس لأي تفاعل اجتماعي، ونحن نسعى لتقديم أدوات تساعد المستخدمين على معرفة من يتعاملون معه”. هذا التركيز على الشفافية يمكن أن يساهم في جعل المنصة أكثر أمانًا، خاصة مع انتشار المعلومات غير الموثوقة عبر الإنترنت.
من ناحية أخرى، بعض الخبراء يشيرون إلى أن هذه الإجراءات قد تكون عقبة أمام المبدعين الجدد، الذين قد يكونون قد بنوا جمهورًا على منصات أخرى دون امتلاك أدوات التوثيق اللازمة. على سبيل المثال، فنانون أو ناشطون يعتمدون على الإبداع الشخصي قد يجدون صعوبة في المنافسة مع الحسابات الموثقة مسبقًا. ومع ذلك، يبقى التركيز الرئيسي على تعزيز جودة التفاعلات، حيث تتيح بلوسكاي لمستخدميها نشر محتوى متنوع مثل الرسائل القصيرة (حتى 300 حرف)، الصور، والفيديوهات، بالإضافة إلى الرسائل المباشرة.
في جوهرها، تعتمد بلوسكاي على نموذج لامركزي يشبه منصات مثل Mastodon، مما يسمح للمستخدمين بالانضمام إلى خوادم مستقلة أو إنشاء خوادمهم الخاصة. هذا التصميم يعزز التنوع والخصوصية، حيث يمكن للمستخدمين بناء مجتمعات مخصصة بناءً على اهتماماتهم، بعيدًا عن الهيمنة المركزية. بفضل هذه الميزات، تبرز بلوسكاي كخيار بديل قوي في عالم التواصل الاجتماعي، حيث تجمع بين الابتكار والتركيز على الثقة، مما قد يجعلها منصة مفضلة للعديد من الأفراد والمؤسسات في المستقبل.
تعليقات