في منطقة الكيلو 21 غرب مدينة الإسكندرية في شمال مصر، وقع حادث مؤلم أسفر عن وفاة ثلاثة أفراد يعملون بشركة الصرف الصحي، وهم مهندس واثنان من العمال، أثناء قيامهم بأعمال صيانة داخل بئر تابعة لمحطة الصرف. أصيب شخصان آخرين في الحادث، مما أثار موجة من الحزن والغضب بين سكان المنطقة، الذين يطالبون بتعزيز إجراءات السلامة في مثل هذه الأعمال الخطرة. كان الخبر قد وصل إلى مديرية أمن الإسكندرية من خلال قسم شرطة العامرية الثاني، حيث أفاد البلاغ بسقوط خمسة أشخاص داخل البئر أثناء التنفيذ. التحقيقات الأولية كشفت أن الضحايا تعرضوا للاختناق بسبب استنشاق غازات سامة، مثل كبريتيد الهيدروجين، مما أدى إلى الوفاة الفورية لثلاثة منهم، بما في ذلك محاولة بطولية من أحدهم لإنقاذ زملائه.
حادث الصرف الصحي في الإسكندرية
أكدت التقارير أن الضحايا الثلاثة هم إيهاب عبدالرحمن نجم، البالغ من العمر 43 عامًا وهو مهندس، وجورج روماني عبدالحكيم، 45 عامًا، عامل، ومتولي محمود متولي، 40 عامًا، عامل. أما المصابان، فهما محمد خميس موسى، 60 عامًا، الذي نقل إلى مستشفى العامرية للعلاج، وأنور أحمد شفيق، 43 عامًا، الذي أسعف في مكان الحادث دون الحاجة إلى نقله. انتقلت قوات الأمن وفرق الإسعاف إلى موقع الحادث فور تلقي الإبلاغ، حيث تم نقل الجثامين إلى مشرحة المستشفى تحت إشراف النيابة العامة. باشرت الجهات الأمنية التحقيقات لتحديد الأسباب الدقيقة، مع التركيز على ظروف العمل داخل البئر ومدى الالتزام بمعايير السلامة.
كارثة أعمال الصيانة
تشير التقارير الأولية إلى أن الانزلاق داخل البئر واستنشاق الغازات السامة كان السبب الرئيسي للوفيات، مما دفع النيابة إلى تشكيل لجنة فنية لفحص الظروف وتقييم الإجراءات الوقائية. من جانبها، أعرب اتحاد المهندسين بالإسكندرية عن حزنه الشديد لوفاة المهندس إيهاب نجم، مع التأكيد على متابعة التحقيقات لضمان محاسبة أي تقصير في توفير معدات الحماية مثل أقنعة الغاز وأجهزة كشف الغازات. طالبت الاتحاد بتشديد الرقابة على أعمال الصيانة في محطات الصرف الصحي، معتبرًا أن مثل هذه الحوادث تكشف عن نقص في الإجراءات الاحترازية. ليس هذا الحادث الأول من نوعه في مصر، حيث سجلت حوادث مشابهة في السابق، مثل الوفاة في محافظة المنيا في مارس 2025 أثناء تطهير غرفة صرف صحي، وفي الدقهلية في مايو 2023، حيث توفي مهندس وثلاثة عمال داخل بئر. هذه الحوادث تبرز الحاجة الملحة لتحسين الشروط المهنية وضمان تدريب العمال بشكل أفضل على مواجهة المخاطر. في السياق ذاته، يُطالب الخبراء بإلزام الشركات بتطبيق معايير دولية للسلامة، مثل توفير أدوات التنفس والكشف عن الغازات، لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث. يُذكر أن هذه الأحداث تؤثر على مجتمعات بأكملها، حيث تثير مخاوف بشأن سلامة العمال في قطاعات الصيانة العامة، وتدفع نحو مراجعة شاملة للسياسات الحكومية المتعلقة بالصحة المهنية.
تعليقات