حرص مواطن من مدينة الطائف على تعزيز مزرعته بزراعة شجرة اللافندر، محولاً إياها إلى وجهة سياحية جذابة تتسم بالجمال الطبيعي. هذا الجهد لم يقتصر على الجوانب الجمالية، بل شمل استغلال فوائد هذه النبتة في مجالات متعددة، مثل إنتاج الزيوت العطرية والمنتجات المنزلية، مما يعزز التنمية المحلية والاقتصادية. يروي المواطن قصته كمثال للحفاظ على التراث الطبيعي في المناطق الجبلية، حيث كانت اللافندر جزءاً أساسياً من البيئة المحلية، لكن انخفاض أعدادها أثار القلق.
زراعة اللافندر في الطائف
في محاولة لاستعادة توازن الطبيعة، قام المواطن عيضة عواض الطويرقي بتطوير نهج منهجي لزراعة اللافندر. كانت هذه النبتة تُعرف تقليدياً في المنطقة الجبلية، حيث تنمو بشكل طبيعي في المناخات الباردة أو المعتدلة. مع مرور السنوات، شهدت أعدادها تراجعاً ملحوظاً بسبب التغيرات البيئية، مما دفع إلى البحث عن طرق حديثة لاستزراعها. أمضى الطويرقي سنوات في تهيئة مزرعته، بما في ذلك اختيار أفضل الشتلات وتعديل الظروف البيئية لتتناسب مع احتياجات النبتة. النتيجة كانت ناجحة، إذ أصبحت شجيرات اللافندر تزهر مرتين في السنة، مما أكسب المزرعة رونقاً يجذب الزوار من مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية، الخليج، وحتى الدول الأجنبية. هذا التحول لم يجعل المزرعة مجرد موقع سياحي، بل مصدراً للمنتجات الطبيعية، حيث يتم استخلاص الزيوت العطرية وصنع مستحضرات منزلية تعتمد على خصائصها الطبية والعطرية المميزة.
فوائد نبتة الضرم
تعرف النبتة المعروفة بـ”الضرم” محلياً بفوائد صحية وزراعية متنوعة، مما يجعلها أكثر من مجرد زخرفة بيئية. هذه الزهرة تجذب النحل بشكل كبير، مما يساهم في إنتاج أجود أنواع العسل في المملكة، مثل عسل الضرم الذي يتميز بلونه الفاتح وطعمه الفريد ورائحته العطرية. هذا العسل ليس له قيمة تجارية فقط، بل يحتوي على فوائد صحية كبيرة، بما في ذلك مقاومة البكتيريا، تهدئة الجسم وتحسين جودة النوم، دعم عمليات الهضم، تعزيز المناعة، وتخفيف الالتهابات الجلدية والمشكلات التنفسية. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم اللافندر في صناعة منتجات أخرى، مثل الزيوت العطرية التي تساعد في الاسترخاء والرعاية الشخصية. هذه الجوانب المتعددة تجعل زراعة الضرم خطوة استراتيجية لتعزيز السياحة المستدامة والاقتصاد المحلي. على سبيل المثال، أصبحت المزرعة مصدر إلهام للعديد من المزارعين الآخرين في المنطقة، الذين يرون فيها نموذجاً للتوازن بين الحفاظ على البيئة والاستفادة الاقتصادية. مع تزايد الوعي بأهمية الزراعات الطبيعية، يساهم هذا الجهد في تعزيز التنوع البيولوجي وتشجيع السياحة البيئية، حيث يقصد الزوار المزرعة للاستمتاع بمناظر الزهور الزاهية وللتعرف على طرق الاستخدام الإبداعي لهذه النبتة. في الختام، يمثل هذا المشروع خطوة واعدة نحو استدامة الموارد الطبيعية في الطائف، مما يعكس التزام المواطنين بالحفاظ على إرثهم الزراعي بطرق مبتكرة.
تعليقات