جمعية أدبي الطائف أعلنت عن صدور كتاب “سيرة من رأى” للدكتور عثمان محمود الصيني، الذي يروي فيه تجاربه الشخصية خلال سبعة عقود من الحياة في مدينة الطائف. هذا الكتاب يقدم رؤية فريدة للأحداث الثقافية والاجتماعية التي شهدها المؤلف، مما يجعله وثيقة تاريخية حية تعكس التطورات في تلك المنطقة. يبرز الكتاب كشاهد على العلاقات الإنسانية والتغييرات الاجتماعية، مستندًا إلى تجارب حقيقية وذكريات متدفقة.
سيرة من رأى: وثيقة ثقافية للطائف
في هذا الإصدار، يستعرض الدكتور عثمان الصيني سيرته الذاتية بأسلوب يجمع بين الشخصي والعام، حيث يروي كيف تشكلت حياته وسط أحداث شهدها في مدينة الطائف. يؤكد رئيس مجلس إدارة جمعية أدبي الطائف، عطا الله الجعيد، أن الكتاب يمثل مدونة حياتية غنية، تجاوزت 300 صفحة، وتعيدنا إلى فضاءات ثقافية واجتماعية واسعة. يقول الجعيد إن هذا العمل يفتخر به الجمعية، لأنه يسجل لحظات تاريخية من خلال عيون شاهد مباشر، مما يجعله مصدرًا أساسيًا لفهم التطورات في المنطقة.
رواية شخصية لعثمان الصيني
في مقدمة الكتاب، يوضح المؤلف عثمان الصيني أن “سيرة من رأى” ليست مجرد سرد لأحداثه الخاصة، بل هي شهادة على ما رآه وسمع به خلال حياته الطويلة. يصف نفسه كشخص شارك في الأحداث دون أن يكون البطل الوحيد، حيث رافقته أشخاص آخرون أثروا في مسيرته، بعضهم غادره المشهد في مراحل مختلفة، وآخرون رحلوا إلى الدار الآخرة. هذه السيرة تتدفق كنهر يهدأ أحيانًا ويثور أحيانًا أخرى، مما يعكس الديناميكية الاجتماعية في الطائف ومكة.
يؤكد الصيني أن هذا الكتاب ليس بحثًا تاريخيًا شاملاً أو دراسة استقصائية للحركة الثقافية أو التعليمية في المنطقة، بل هو سرد شخصي يتضمن معلومات فريدة عن فترات معينة، بناءً على تقاطعات حياته مع تلك الأحداث. على سبيل المثال، يلمس جوانب من التغييرات الاجتماعية والثقافية التي شهدتها الطائف، مثل تطور التعليم والعلاقات الإنسانية، دون أن يصدر أحكامًا قيمية على الأشخاص أو الحوادث. هذا النهج يجعل الكتاب مصدرًا أصيلاً لفهم السياق التاريخي، حيث تتشابك حيوات الأفراد وتتقاطع مسيراتهم في نسيج واحد.
بالإضافة إلى ذلك، يبرز الكتاب أهمية الذكريات الشخصية في توثيق التاريخ، فهو يعتمد على تجارب حقيقية عاشها المؤلف، مما يضيف لمسة إنسانية عميقة. على مدار السبعة عقود التي يغطيها الكتاب، يتناول الصيني كيف تأثرت حياته بالأحداث الاجتماعية، مثل التغييرات الثقافية في الطائف، وكيف ساهم ذلك في تشكيل شخصيته. هذا الجانب يجعل “سيرة من رأى” أكثر من مجرد كتاب سير ذاتي؛ إنه دعوة للتأمل في كيفية تأثير السياق الاجتماعي على الأفراد.
في الختام، يمثل هذا الكتاب إضافة قيمة للتراث الأدبي المحلي، حيث يساهم في حفظ الذاكرة الجماعية لمدينة الطائف. من خلال لغته البسيطة والمؤثرة، يدعو القراء إلى استكشاف جوانب من التاريخ غير المكتوبة رسميًا، مما يعزز الوعي بالتطورات الثقافية والاجتماعية. جمعية أدبي الطائف، من خلال نشر هذا العمل، تؤكد دورها في تعزيز الإرث الثقافي، وتشجيع الأجيال الجديدة على استلهام دروس الماضي لبناء المستقبل. بهذا، يبقى الكتاب مصدر إلهام للكتابة الذاتية، حيث يذكرنا بأن كل حياة فردية هي جزء من قصة أكبر.
تعليقات