"اللي اختشوا ماتوا".. حكاية مثل شعبي منذ أكثر من 550 سنة.. فيديو

“اللي اختشوا ماتوا”.. حكاية مثل شعبي منذ أكثر من 550 سنة.. فيديو

في قلب شارع المعز، أحد أعرق شوارع القاهرة التاريخية، يقع حمام السلطان إينال، أحد أقدم الحمامات الإسلامية التي لا تزال قائمة حتى اليوم، حيث يعود تاريخه إلى عام 861 هـ / 1456 م، في العصر المملوكي.

شُيّد الحمام بأمر من السلطان الأشرف أبو النصر سيف الدين إينال العلائي، كجزء من منشآت الرعاية الاجتماعية التي كانت تخدم عامة الشعب، ويُعتبر نموذجاً مميزاً لفن العمارة الإسلامية في الحمامات العامة، حيث حافظ على التخطيط التقليدي: مدخل منكسر للخصوصية، حجرة باردة لخلع الملابس والاستراحة، حجرة دافئة للاسترخاء، وأخيراً الحجرة الساخنة للاستحمام.

لكن الحمام لم يكن مجرد منشأة معمارية أو مركزاً صحياً، بل كان أيضاً مسرحاً لأشهر القصص الشعبية التي تحولت إلى أمثال لا تزال تُردد حتى اليوم.
فخلال إحدى نوبات استخدام الحمام من قِبل السيدات، نشبت حريق مفاجئ، فأسرعت بعض النساء بالخروج مسرعات دون الاهتمام بمظهرهن، بينما فضّلت أخريات البقاء داخل الحمام خجلاً من الظهور على حالتهن، فكنّ من ضحايا الحريق. ومن هنا خرج المثل الشهير: “اللي اختشوا ماتوا”، ليصبح جزءاً من التراث الشعبي المصري.

يقع الحمام أمام قصر الأمير بشتاك، وسط مجموعة من المعالم الأثرية في شارع المعز، ويتميز باستخدامه للقباب الضحلة وفتحات الزجاج الملون لإضاءة المكان طبيعياً وتنظيم الحرارة داخله.

الجدير بالذكر أن زيارة الحمام والمنطقة حالياً تتطلب الحصول على تذكرة إلكترونية تُدفع باستخدام بطاقة فيزا، كجزء من خطة تطوير وتحديث الخدمات السياحية في شارع المعز.