نجح برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار في تبديد العديد من المخاوف والتساؤلات التي أثارها العلماء والمهندسون لعدة عقود حول المواد الملائمة لتلقيح السحب، بما يعزز هطول الأمطار بأمان دون المساس بالتوازن البيئي، وفى هذا المقال سوف نعرض لكم كافة التفاصيل وفقا لما تم الإعلان عنه
تلقيح السحب
استخدم برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار في السنوات الأخيرة مادة كلوريد الصوديوم وثاني أكسيد التيتانيوم (NaCl/TiO2)، المعروفة اختصارًا بـCSNT، في عملياته لتلقيح السحب. تتميز هذه المادة بقدرتها العالية على امتصاص الرطوبة، وتحتوي على مكونين رئيسيين، وتُعد الإمارات الدولة الوحيدة عالميًا التي تستعمل هذه المادة في عمليات الاستمطار، بعد أن أكمل البرنامج بنجاح جميع الدراسات المتعلقة بتأثيرها البيئي في عام 2017، تتكون مادة CNST من مكونات طبيعية آمنة بيئيًا وصحيًا، حيث يشكل ملح الطعام (كلوريد الصوديوم) نسبة 90% من تركيبتها، بينما يشكل ثاني أكسيد التيتانيوم نسبة لا تتجاوز 10%.
يعمل ثاني أكسيد التيتانيوم كطبقة خارجية رقيقة تغلف مادة CNST، مما يزيد من تفاعلها في السحب الممطرة عبر تعديل سطحها الخارجي، الأمر الذي يعزز فعاليتها في ظروف الرطوبة النسبية المنخفضة وعلى نطاقات أوسع. تجدر الإشارة إلى أن جميع مكونات CNST مصنفة كمواد آمنة وغير خطرة على البيئة، وفقًا للوائح السلامة الأمريكية والدولية. إدارة السلامة والصحة المهنية الأمريكية لا تضع حدودًا للتعرض لملح الطعام، كما أن كمية ثاني أكسيد التيتانيوم في CNST أقل بكثير من حدود الأمان المحددة.
الاستمطار فى المغرب
خصصت الحكومة المغربية نحو 10 ملايين يورو بدءًا من عام 2023 لدعم تلقيح السحب، بهدف توليد الأمطار بشكل اصطناعي والحد من آثار الجفاف المستمر الذي يؤثر على المملكة، وضمن الخطة الوطنية لمكافحة نقص المياه، يسعى المغرب إلى تطوير 20 مشروعًا لتلقيح السحب، بهدف زيادة معدلات هطول الأمطار في مناطق محددة من البلاد بنسبة تصل إلى 15%، ومع ذلك، فإن الوضع الحالي لهذه المشاريع العشرين ليس مؤكدًا بشكل كامل، والأهداف المعلنة تعتبر تقديرية.
أفاد موقع el tiempo الإسباني في تقرير بعنوان خطط المغرب في الاستمطار وكيف تهدد إسبانيا، بأن الرباط أطلقت استراتيجية لتلقيح السحب، مما قد يؤثر على إسبانيا، وأشار الموقع إلى أن المغرب، نظراً للوضع الحرج ونقص الموارد، وضع خططاً متنوعة لإدارة المياه منذ عقود. وتشمل هذه الخطط برنامج تلقيح السحب، الذي تسعى المملكة، رغم قدمه، إلى تعزيزه لزيادة معدلات هطول الأمطار.
تعليقات