من بين الطقوس التي أثارت جدلاً كبيرًا السجود الملحمي وهو طقس يهودي تلمودي يتمثل في الانبطاح الكامل على الأرض، ويعتبر من الطقوس التي لم يكن يسمح بها في السابق داخل المسجد الأقصى، هذا السجود جاء كجزء من محاولات فرض السيطرة التامة على المكان، وتحقيق ما يعتبره المتطرفون تقدمًا نحو أهدافهم البعيدة، بما في ذلك بناء الهيكل المزعوم.
السجود الملحمي
تشهد مدينة القدس المحتلة تصعيدًا خطيرًا في التوترات، خاصة بعد اقتحام واثنان من الوزراء الإسرائيليين ومئات من المستوطنين من الجماعات المتطرفة باحات المسجد الأقصى صباح يوم الثلاثاء، 13 أغسطس 2024 الحدث الذي أثار جدلاً واسعًا وتفاعلاً كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث ارتبط بظهور ما يعرف بـ السجود الملحمي في باحات المسجد الأقصى، وهو تطور يعكس مدى التعقيد والتهديد الذي يحيط بالمكان المقدس.
في هذا الاقتحام، سعى المستوطنون المتطرفون، تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، إلى فرض سيادتهم على المسجد الأقصى وجبل الهيكل المزعوم، وقد جاء ذلك في سياق سياسات إسرائيلية تهدف إلى تغيير الوضع القائم في القدس، بما في ذلك السماح لليهود بالصلاة داخل باحات المسجد الأقصى، كما يحمل الاقتحام الذي تم في ذكرى خراب الهيكل المزعوم دلالات رمزية قوية لدى الجماعات اليهودية المتطرفة، التي ترى في هذه المناسبة فرصة لتأكيد مزاعمها بحق السيطرة على هذا المكان المقدس.
سياسات السيطرة اليهودية في القدس
الاقتحام الأخير للأقصى هو جزء من سياسة إسرائيل الممنهجة والتي تهدف إلى تكريس السيطرة اليهودية على القدس، وبالأخص المسجد الأقصى، هذه السياسات تتضمن إدخال الطقوس التلمودية إلى داخل المسجد، مثل السجود الملحمي، والنفخ بالبوق، وتقديم القرابين خلال الأعياد اليهودية، وهذه الطقوس تعتبر بالنسبة للمستوطنين خطوات تصعيدية نحو تحقيق سيطرة كاملة على المكان، والتي تتوج في نهاية المطاف ببناء الهيكل المزعوم.
المسجد الأقصى: بين الطقوس الدينية والسيادة السياسية
يسعى المتطرفون اليهود إلى تحويل المسجد الأقصى إلى موقع لطقوسهم الدينية، ولكن هذا السعي يتجاوز البعد الديني ليشمل هدفًا سياسيًا أكبر، وهو فرض السيادة الإسرائيلية على القدس، وهذه التحركات الأخيرة تأتي في ظل غياب الهيكل المزعوم، وهو ما يجعل من الصعب تحقيق هذه الطقوس بشكل كامل، إلا أن الجهود مستمرة لتغيير الواقع الحالي على الأرض.
تعليقات