ما أصل تسمية شهر محرم و لماذا أُختير ليكون أول شهور السنة الهجرية؟

شهر محرم هو الشهر الأول في التقويم الهجري، ويحتل مكانة مميزة في التاريخ الإسلامي، حيث يعرف هذا الشهر بأنه واحد من الأشهر الحرم التي حُرّم فيها القتال، مما يجعله شهراً يعمه السلام والأمان، ويمتد تأثيره عبر الزمن، حيث يرتبط بذكرى الهجرة النبوية وأحداث تاريخية هامة، كما إن فهم أهمية هذا الشهر يتطلب التعمق في الجوانب التاريخية والدينية والمناخية التي جعلته مميزاً في التقويم الإسلامي.

أصل تسمية شهر محرم

تحدث خبير الأرصاد الجوية الدكتور خالد الزعاق عن السبب وراء تسمية شهر محرم بهذا الاسم، مشيرًا إلى أنه الشهر الأول في التقويم الهجري، كما وأوضح الدكتور الزعاق أن سبب التسمية يعود إلى حرمة القتال فيه، مهما كانت الظروف، وأضاف أن الأشهر المحرمة في الإسلام تشمل أربعة أشهر وهي: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، وشهر رجب.

وشرح الدكتور الزعاق أن الحجاج يتوافدون إلى مكة المكرمة قبل موسم الحج بشهر، أي خلال شهر ذو القعدة، ثم ينصرفون بعد انتهاء المناسك بشهر، أي في شهر محرم، ولذلك، حرم الإسلام القتال في هذه الأشهر الثلاثة المتتالية لضمان أمن وسلامة الحجيج، وبهذا الترتيب، يستطيع الحجاج أداء مناسكهم في بيئة آمنة، دون خوف من أي اعتداءات أو اضطرابات.

الطقس في شهر محرم لعام 1446هـ

وفي سياق آخر، تحدث الدكتور الزعاق عن حالة الطقس المتوقعة لشهر محرم في السنة الهجرية 1446هـ، مؤكدًا أن الطقس سيكون حارًا هذا الشهر، حيث يدخل في فترة تسمى “جمرة القيظ”، والتي تتسم بارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، مشابهًا لما حدث في السنة الماضية 1445هـ، هذا النمط الحراري يعكس الوضع المناخي المعتاد لهذا الشهر في السنوات الأخيرة.

أسباب اختيار محرم كبداية للسنة الهجرية

وفي سياق متصل، كان الدكتور عبد الله المسند، أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا ونائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية قد أوضح أن اختيار المسلمين لشهر محرم كبداية للسنة الهجرية يعود إلى ثلاثة أسباب رئيسية:

  • كونه الشهر الذي أتى بعد بيعة العقبة، وهو حدث تاريخي مهم في الإسلام.
  • أول هلال يظهر بعد انتهاء مناسك الحج، مما يجعله بداية جديدة للمسلمين.
  • كان يعتبر بداية السنة في العرف العربي القديم قبل الإسلام.

بداية التاريخ الهجري وتحديده

كما وأشار الدكتور المسند إلى أن بداية اعتماد التقويم الهجري كانت في يوم الخميس الموافق 15 يوليو من عام 622م، أما هجرة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- فقد تمت يوم الإثنين 8 ربيع الأول، الموافق 20 سبتمبر 622م، وأضاف أن التقويم الهجري بدأ في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وكان ذلك في يوم الأربعاء 20 جمادى الآخرة عام 17هـ، الموافق 9 يوليو 638م، وهذا التاريخ يعتبر حدثًا مهمًا في تاريخ الإسلام، حيث أصبح التقويم الهجري هو المعتمد في تحديد الأحداث والمناسبات الإسلامية.