مزدلفة، هذا الموقع الطاهر الذي يشكل جزءًا لا يتجزأ من رحلة الحج، يقع في قلب الأراضي المقدسة، متموضعًا بين منى وعرفات، ويعتبر محطة رئيسية يمر بها الحجاج في مسيرتهم الروحية، وهنا، يقضي الحجاج ليلتهم بعد الوقوف بعرفات، في ليلة تُعرف بليلة المزدلفة، حيث يجمعون الحصى التي ستُستخدم في رمي الجمرات خلال أيام التشريق بمنى، ويتساءل العديد من المسلمين لما سميت المزدلفة بهذا الاسم، وفيما يلي الاجابة الوافية عن هذا السؤال، فتابعونا.
لما سميت المزدلفة بهذا الاسم؟
الإقامة في مزدلفة تعد من مناسك الحج الهامة، حيث يؤدي الحجاج صلاة المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، وذلك استجابة لأمر الله تعالى كما ورد في قوله: “لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ” (البقرة 198)، وتستمد مزدلفة اسمها من كونها مكان التقارب والتلاقي بين الحجاج، حيث يطلق على هذا التلاقي “الازدلاف”.
مزدلفة ” المشعر الحرام”
تُعرف مزدلفة أيضًا بأنها “المشعر الحرام” نظرًا لتحريم صيد أية حيوانات بها، وهو مصطلح يشير إلى المكان الذي تبرز فيه معالم دينية بارزة، كما تُسمى “قزح”، وهو المكان الذي يقف فيه الإمام بالحجاج، أما حدود مزدلفة فتمتد من “مأزمى عرفة” إلى “قرن المحسِّر”، وتشمل كافة المنطقة المحصورة بين هذين النقطتين بالإضافة إلى ما يجاورهم من شِعاب، وتعتبر كامل هذه المسافة جزءً من “المشعر الحرام”ن وتبعد مزدلفة عن منى بحوالي خمس كيلو مترات.
تجسيد روح التضامن بين المسلمين
إن زيارة مزدلفة تُعدُّ تجسيدًا لروح التضامن والإخاء بين المسلمين من شتى أصقاع الأرض، حيث يجتمعون في هذه البقعة المباركة، مؤدين شعائر دينية عظيمة تُظهِر عظمة التلاحم والوحدانية في هذه المناسبة الطاهرة، ويتجلى في هذا المكان الفريد عمق العبادة والتفاني، حيث يتوحد الحجاج في الدعاء والذكر، مستشعرين قربهم من الله تعالى، ومتأملين في عظمة الخالق وفي رحابة هذا الدين الحنيف.
تعليقات