فيديو إلقاء حساء على لوحة الموناليزا هل هو احتجاج أم تخريب متعمد؟

لوحة الموناليزا التي رسمها الفنان الإيطالي ليوناردو دا فينشي في القرن السادس عشر،  والتي تصنف كواحدة من أشهر اللوحات الفنية في التاريخ، وتعرض في متحف اللوفر في باريس اصبحت حديث العالم في الأيام الماضية عندما تعرضت لعملية تخريب غريبة يوم الأحد الماضي، حيث ألقت ناشطتان بيئيتان حساء معلب على الزجاج المصفح الذي يحميها. فما هي الدوافع وراء هذا الفعل الغريب وما هي ردود الفعل عليه؟.

حملة مقاومة مدنية ضد الاستهلاك

الناشطتان اللتان تنتميان إلى مجموعة تسمى الرد الغذائي اكدتا بعد قيام السلطات المختصة باعتقالهما إن إلقاء الحساء على لوحة الموناليزا يشكل بداية حملة مقاومة مدنية والتي تحمل مطلبا واضحا وهو الضمان الاجتماعي للغذاء المستدام، وأضافت الناشطتان أن المجموعة  تهدف إلى إحداث تغيير جذري في المجتمع على المستوى المناخي والاجتماعي، وأن المجموعة ترى أن الموناليزا بمثابة رمز للنظام الحالي الذي يقوم على الاستهلاك الزائد والتلوث والظلم الاجتماعي.

احتجاج أم تخريب متعمد؟

هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها لوحة الموناليزا لعمليات من هذا النوع، حيث تعرضت في الماضي للرشق بقالب حلوى أو كوب شاي أو حجر في دون أن تلحق بها أضرار كبيرة، كما تعرضت اللوحة أيضا للسرقة في عام 1911 عندما اختفت من المتحف لمدة عامين قبل أن تعثر عليها السلطات المختصة في إيطاليا، ولكن هذه المرة، يبدو أن الهدف من الهجوم على اللوحة هو ليس تخريبياً بقدر ماهو عملية إرسال رسالة سياسية أو اجتماعية، وهو الأمر الذي يطرح سؤالاً هاماً: هل يمكن اعتبار هذا الفعل  احتجاجا أم تخريب متعمد؟

بعض النقاد الفنيين يرون أن هذا الفعل يندرج ضمن ما يسمى بالفن النشط أو الفن الاحتجاجي، وهو نوع من الفن الذي يستخدم الأشكال الفنية كوسيلة للتعبير عن الآراء أو الانتقادات أو المطالبات السياسية أو الاجتماعية أو البيئية، ويعتبر هذا النوع من الفن أن الفن ليس مجرد جمال أو ترف بل هو أداة للتغيير والتعبير.

بينما يرى آخرون أن هذا الفعل لا يمكن اعتباره أكثر من عمل عنيف ومتهور وغير مسؤول و ينتهك حرية الفن وحقوق الملكية الفكرية والتراث الثقافي، و أن هذا الفعل يسيء إلى الفنان الأصلي وإلى الجمهور الذي يحب الفن، و أن هناك طرق أخرى أكثر سلمية  للتعبير عن الرأي أو الاحتجاج دون اللجوء إلى التخريب أو الإساءة.

ردود الفعل حول الهجوم على الموناليزا

كان الرد الفعل الأولي هو قيام متحف اللوفر بعمل خلية أزمة و إخلاء الصالة التي تعرض فيها الموناليزا على الفور وتنظيفها، وأكد المتحف أن اللوحة لم تتضرر من هذه الحادثة وأنه سيقوم بتقديم شكوى ضد الناشطتين اللتين تم اعتقالهما من قبل الشرطة.

كما أثار هذا الفعل ردود فعل متباينة بين الناس على مواقع التواصل الاجتماعي و في وسائل الإعلام. حيث أيد بعض الناس هذا الفعل، واعتبروه تصرفا شجاعا وأنه يلفت الانتباه إلى قضايا مهمة مثل الأمن الغذائي والعدالة الاجتماعية والتغير المناخي،إن هذا الفعل يعكس الغضب والإحباط الذي يشعر به الكثير من الناس من النظام العالمي الذي يفضل المال على البشر، بينما انتقد آخرون هذا الفعل، واعتبروه تصرفا همجيا ومهينا، وأنه يعبث بالتراث الإنساني والفني الذي يجب أن يحترم بصورة أفضل.